[ ص: 2884 ]
قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين .
وإن الذين يردون هم الكبراء البارزون فيهم، كشأن أعداء الأنبياء دائما; لأنهم الذين يخافون على سلطانهم، كما رأيت في الذين عاندوا نوحا وكفروا به، وكما رأيت في الذين عاندوا محمدا - صلى الله عليه وسلم - وكما نرى في الذين عاندوا هودا أخا عاد، وقد بادروه بالطعن في شخصه، قالوا في شخصه: إنا لنراك في سفاهة وأكدوا ذلك بـ"إن" وباللام، أي: إنا لنراك في خفة عقل وحمق وطيش وذلك استخفاف به؛ لأنهم ضالون، ودعاهم إلى الحق الذي لا ريب فيه.
وأما طعنهم في قوله فهو قولهم: وإنا لنظنك من الكاذبين والظن هنا هو العلم المزعوم عندهم، بدليل أنه أكدوا حكمهم بـ(إن) و(اللام) وكونه داخلا في زمرة الكاذبين، وقد يطلق الظن بمعنى العلم، وهو هنا كذلك.