يوم القيامة.. وما فيه من حساب وعقاب
قال (تعالى): فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون [ ص: 5119 ] ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون قال اخسئوا فيها ولا تكلمون إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون
جاء في المفردات؛ في تفسير كلمة " الصور " ؛ في قوله: فإذا نفخ في الصور " الصور " : مثل قرن؛ ينفخ فيه؛ فيجعل الله - سبحانه - ذلك سببا لعودة الصور والأرواح إلى أجسادها؛ أي أن البعث يكون على الله يسيرا؛ إذ ليس إلا كنفخ القائد في البوق؛ فيجيء الناس بصورهم وأجسامهم؛ وأرواحهم؛ تلتقي بأجسامهم بعد جمع متفرق من أماكنها التي كانت فيها متفرقة؛ والفاء في قوله (تعالى): فإذا نفخ في الصور ؛ فاء الإفصاح؛ لأنها تفصح عن محذوف؛ والفاء الثانية: فلا أنساب بينهم ؛ الواقعة في جواب الشرط؛ ومعنى فلا أنساب بينهم ؛ أي أنهم يكونون أمام الله (تعالى) على سواء؛ فلا أنساب بينهم يتفاخرون بها؛ ويعلو بعضهم على بعض بشرفهم؛ ولا تفاوت بينهم بسببها؛ إنما الأعمال هي التي تكون مناط الفخر؛ وسر الاستكبار: ولا يتساءلون ؛ أي: يكون كل في شغل بنفسه من هول اليوم العظيم؛ فلا يسأل المرء عن زوجه؛ ولا عن أبيه؛ وأخيه؛ وابنه؛ بل ترى الناس سكارى؛ وما هم بسكارى؛ ولكن عذاب الله شديد؛ وفي هذا الوقت يكون الحكم الذي ترتضى حكومته هو العمل؛ وميزان الأعمال؛ لذا قال (تعالى):