العناد والمواجهة بالآية
nindex.php?page=treesubj&link=30337_32405_34099_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=56ولقد أريناه آياتنا كلها فكذب وأبى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=57قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=58فلنأتينك بسحر مثله [ ص: 4739 ] فاجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا سوى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=59قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=60فتولى فرعون فجمع كيده ثم أتى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=61قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=62فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى
استعلى فرعون على الخلق؛ واختبر الله به أهل
مصر؛ اختبارا شديدا؛ حتى إنه فرض عليهم أن يجعلوه إلها؛ فجعلوه؛ وفرض عليهم عبادة العجل؛ فعبدوه؛ وأوجب عليهم أن يلغوا عقولهم في عقله؛ ورأيهم في رأيه؛ حتى إنه ليقول لهم: ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد؛ فبين الله (تعالى) أنه من الأرض؛ ويعود إلى الأرض؛ ثم يكون الحساب الشديد على ما قدم من عمل؛ ولذا قال (تعالى):
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى فعظامه ولحمه نبت من تراب؛
فآدم أبوه؛ وأبو الخليقة خلق من طين؛ ثم كان غذاء ذريته من نبات الأرض؛ الذي ينبت في الطين؛ ومن حيوان الأرض؛ الذي يتغذى من نباتها؛ وهكذا كان لحمه؛ ولقد كان خطاب الله (تعالى) لفرعون الذي استكبر واستعلى؛ ليخفف من غلوائه.
وما إن تنتهي حياته في الدنيا؛ حتى يعود إلى الأرض التي نبت منها؛ وصوره الله من طينها؛ ولذا قال (تعالى):
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55وفيها نعيدكم بأن تدفنوا فيها؛ وعبر - سبحانه وتعالى - بقوله: "وفيها نعيدكم "؛ فعدى بـ "في "؛ دون "إلى "; للإشارة إلى أنه لم يخرج من محيط الأرض؛ فمنها خلق؛ وفيها يحيا؛ فهو مستمر فيها حيا وميتا؛
[ ص: 4740 ] وإنه سيخرج بعد ذلك بتجميع أجزائه المتفرقة؛ ولذا قال - سبحانه -:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55ومنها نخرجكم تارة أخرى لكن هذا الإخراج ليس خلقا جديدا؛ كما خلقكم منها؛ بل هو إعادة بجمع المتفرق في أجزائها؛ كما قال (تعالى):
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=50قل كونوا حجارة أو حديدا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=51أو خلقا مما يكبر في صدوركم فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة
تلك
nindex.php?page=treesubj&link=31913موعظة الله لفرعون؛ وتلك آياته؛ ولقد قال (تعالى) - بعد ذلك -: إنه أبى؛ فقال (تعالى):
اَلْعِنَادُ وَالْمُوَاجَهَةُ بِالْآيَةِ
nindex.php?page=treesubj&link=30337_32405_34099_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=56وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=57قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=58فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ [ ص: 4739 ] فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=59قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=60فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=61قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=62فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى
اِسْتَعْلَى فِرْعَوْنُ عَلَى الْخَلْقِ؛ وَاخْتَبَرَ اللَّهُ بِهِ أَهْلَ
مِصْرَ؛ اخْتِبَارًا شَدِيدًا؛ حَتَّى إِنَّهُ فَرَضَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَجْعَلُوهُ إِلَهًا؛ فَجَعَلُوهُ؛ وَفَرَضَ عَلَيْهِمْ عِبَادَةَ الْعِجْلِ؛ فَعَبَدُوهُ؛ وَأَوْجَبَ عَلَيْهِمْ أَنْ يُلْغُوا عُقُولَهُمْ فِي عَقْلِهِ؛ وَرَأْيَهُمْ فِي رَأْيِهِ؛ حَتَّى إِنَّهُ لِيَقُولَ لَهُمْ: مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ؛ فَبَيَّنَ اللَّهُ (تَعَالَى) أَنَّهُ مِنَ الْأَرْضِ؛ وَيَعُودُ إِلَى الْأَرْضِ؛ ثُمَّ يَكُونُ الْحِسَابُ الشَّدِيدُ عَلَى مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلٍ؛ وَلِذَا قَالَ (تَعَالَى):
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى فَعِظَامُهُ وَلَحْمُهُ نَبَتَ مِنْ تُرَابٍ؛
فَآدَمُ أَبُوهُ؛ وَأَبُو الْخَلِيقَةِ خُلِقَ مِنْ طِينٍ؛ ثُمَّ كَانَ غِذَاءُ ذُرِّيَّتِهِ مِنْ نَبَاتِ الْأَرْضِ؛ الَّذِي يَنْبُتُ فِي الطِّينِ؛ وَمِنْ حَيَوَانِ الْأَرْضِ؛ الَّذِي يَتَغَذَّى مِنْ نَبَاتِهَا؛ وَهَكَذَا كَانَ لَحْمُهُ؛ وَلَقَدْ كَانَ خِطَابُ اللَّهِ (تَعَالَى) لِفِرْعَوْنَ الَّذِي اسْتَكْبَرَ وَاسْتَعْلَى؛ لِيُخَفِّفَ مِنْ غُلَوَائِهِ.
وَمَا إِنْ تَنْتَهِي حَيَاتُهُ فِي الدُّنْيَا؛ حَتَّى يَعُودَ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي نَبَتَ مِنْهَا؛ وَصَوَّرَهُ اللَّهُ مِنْ طِينِهَا؛ وَلِذَا قَالَ (تَعَالَى):
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ بِأَنْ تُدْفَنُوا فِيهَا؛ وَعَبَّرَ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - بِقَوْلِهِ: "وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ "؛ فَعَدَّى بِـ "فِي "؛ دُونَ "إِلَى "; لِلْإِشَارَةِ إِلَى أَنَّهُ لَمْ يَخْرُجْ مِنْ مُحِيطِ الْأَرْضِ؛ فَمِنْهَا خُلِقَ؛ وَفِيهَا يَحْيَا؛ فَهُوَ مُسْتَمِرٌّ فِيهَا حَيًّا وَمَيْتًا؛
[ ص: 4740 ] وَإِنَّهُ سَيُخْرَجُ بَعْدَ ذَلِكَ بِتَجْمِيعِ أَجْزَائِهِ الْمُتَفَرِّقَةِ؛ وَلِذَا قَالَ - سُبْحَانَهُ -:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى لَكِنَّ هَذَا الْإِخْرَاجَ لَيْسَ خَلْقًا جَدِيدًا؛ كَمَا خَلَقَكُمْ مِنْهَا؛ بَلْ هُوَ إِعَادَةٌ بِجَمْعِ الْمُتَفَرِّقِ فِي أَجْزَائِهَا؛ كَمَا قَالَ (تَعَالَى):
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=50قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=51أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ
تِلْكَ
nindex.php?page=treesubj&link=31913مَوْعِظَةُ اللَّهِ لِفِرْعَوْنَ؛ وَتِلْكَ آيَاتُهُ؛ وَلَقَدْ قَالَ (تَعَالَى) - بَعْدَ ذَلِكَ -: إِنَّهُ أَبَى؛ فَقَالَ (تَعَالَى):