الرحمن على العرش استوى "العرش ": هو المكان الذي يتجلى فيه سلطان الله؛ ولقد نسب لعلماء السلف أنهم قالوا: إن وقد يقال: إن ذلك دليل على كمال سلطانه؛ وإن الخالق: الذي [ ص: 4706 ] لا يخرج شيء مما خلق عن سلطانه؛ كما يقال: "وضع الأمير يده على المدينة "؛ وربما يكون مقطوع اليدين؛ وكما يقال عن البخيل: "يده مغلولة "؛ وعن الكريم: "يده مبسوطة "؛ وربما لا يكون له يد؛ بل تكون مقطوعة؛ والله - سبحانه وتعالى - أعلم؛ وليس الخوض في هذا مما يمكن الوصول فيه إلى حق جلي؛ ولذا روي عن لله عرشا لا يعرف كيفه؛ والله (تعالى) يستوي عليه؛ وهو أعلم باستوائه؛ ولكنه غير مجسم؛ ولا مشابهة فيه للحوادث؛ أنه قال: "الخوض فيه بدعة ". الإمام مالك
بعد ذلك بين - سبحانه وتعالى - كمال سلطانه؛ بكمال ملكه؛ فقال - عز من قائل -: