ثم قال بعد ذلك [ ص: 163 ] فصل : ولا خلاف عن أن أبي عبد الله ; وإذا شاء أنزل كلامه وإذا شاء لم ينزله . الله كان متكلما بالقرآن قبل أن يخلق الخلق وقبل كل الكائنات موجودا وأن الله فيما لم يزل متكلما كيف شاء وكما شاء
وأبى ذلك " المعتزلة " فقالوا : حادث بعد وجود المخلوقات .
قلت : فقد حكى القولين ابن حامد أيضا مع أنه يذكر الاتفاق عنه على أنه لم يزل متكلما كيف شاء وكما شاء ; لكنه نفى على القولين أن يقال : هو هو ساكت في حال ومتكلم في حال فأثبت أن يقال : هو متكلم كلما شاء وإذا شاء ولا يقال إنه ساكت في حال .
وهكذا تقول الكرامية إنه لا يوصف بالسكوت والنزول فيما لم يزل لكن بين كلامه وكلامهم فرق كما سأحكيه .