[ ص: 330 ] وقال شيخ الإسلام فصل جاء في
nindex.php?page=treesubj&link=28675حديث { إن أكبر الكبائر الكفر والكبر } وهذا صحيح فإن هذين الذنبين أساس كل ذنب في الإنس والجن فإن إبليس هو الذي فعل ذلك أولا وهو أصل ذلك . قال الله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=2إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين } وقال : {
nindex.php?page=tafseer&surano=4082&ayano=38إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين } وفي صحيح
مسلم عن
ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=70249لا يدخل النار من في قلبه مثقال ذرة من إيمان ولا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر } فجعل الكبر يضاد الإيمان .
وكذلك الشرك في مثل قوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=545&ayano=4إن الله لا يغفر أن يشرك به } وقال
ابن مسعود : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=598226من مات وهو لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة } قال : وأنا أقول : من مات وهو يشرك بالله شيئا دخل النار .
[ ص: 331 ] ثم من الناس من يجمع بينهما ومنهم من ينفرد له أحدهما والمؤمن الصالح عافاه الله منهما فإن الإنسان إما أن يخضع لله وحده أو يخضع لغيره مع خضوعه له أو لا يخضع لا لله ولا لغيره فالأول هو المؤمن والثاني هو المشرك والثالث هو المتكبر الكافر وقد لا يكون كافرا في بعض المواضع
nindex.php?page=treesubj&link=29434والنصارى آفتهم الشرك واليهود آفتهم الكبر كما قال تعالى عن
النصارى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=1275&ayano=9اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون } وقال عن
اليهود : {
nindex.php?page=tafseer&surano=1107&ayano=7سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق } ولهذا عوقبت
اليهود بضرب الذلة والمسكنة عليهم
والنصارى بالضلال والبدع والجهالة .
[ ص: 330 ] وَقَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ فَصْلٌ جَاءَ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28675حَدِيثٍ { إنَّ أَكْبَرَ الْكَبَائِرِ الْكُفْرُ وَالْكِبْرُ } وَهَذَا صَحِيحٌ فَإِنَّ هَذَيْنِ الذَّنَبَيْنِ أَسَاسُ كُلِّ ذَنْبٍ فِي الْإِنْسِ وَالْجِنِّ فَإِنَّ إبْلِيسَ هُوَ الَّذِي فَعَلَ ذَلِكَ أَوَّلًا وَهُوَ أَصْلُ ذَلِكَ . قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=2إلَّا إبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ } وَقَالَ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=4082&ayano=38إلَّا إبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ } وَفِي صَحِيحِ
مُسْلِمٍ عَنْ
ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=70249لَا يَدْخُلُ النَّارَ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إيمَانٍ وَلَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ } فَجَعَلَ الْكِبْرَ يُضَادُّ الْإِيمَانَ .
وَكَذَلِكَ الشِّرْكُ فِي مِثْلِ قَوْلِهِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=545&ayano=4إنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ } وَقَالَ
ابْنُ مَسْعُودٍ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=598226مَنْ مَاتَ وَهُوَ لَا يُشْرِكُ بِاَللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ } قَالَ : وَأَنَا أَقُولُ : مَنْ مَاتَ وَهُوَ يُشْرِكُ بِاَللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ .
[ ص: 331 ] ثُمَّ مِنْ النَّاسِ مَنْ يَجْمَعُ بَيْنَهُمَا وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْفَرِدُ لَهُ أَحَدُهُمَا وَالْمُؤْمِنُ الصَّالِحُ عَافَاهُ اللَّهُ مِنْهُمَا فَإِنَّ الْإِنْسَانَ إمَّا أَنْ يَخْضَعَ لِلَّهِ وَحْدَهُ أَوْ يَخْضَعَ لِغَيْرِهِ مَعَ خُضُوعِهِ لَهُ أَوْ لَا يَخْضَعُ لَا لِلَّهِ وَلَا لِغَيْرِهِ فَالْأَوَّلُ هُوَ الْمُؤْمِنُ وَالثَّانِي هُوَ الْمُشْرِكُ وَالثَّالِثُ هُوَ الْمُتَكَبِّرُ الْكَافِرُ وَقَدْ لَا يَكُونُ كَافِرًا فِي بَعْضِ الْمَوَاضِعِ
nindex.php?page=treesubj&link=29434وَالنَّصَارَى آفَتُهُمْ الشِّرْكُ وَالْيَهُودُ آفَتُهُمْ الْكِبْرُ كَمَا قَالَ تَعَالَى عَنْ
النَّصَارَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=1275&ayano=9اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إلَّا لِيَعْبُدُوا إلَهًا وَاحِدًا لَا إلَهَ إلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } وَقَالَ عَنْ
الْيَهُودِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=1107&ayano=7سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ } وَلِهَذَا عُوقِبَتْ
الْيَهُودُ بِضَرْبِ الذِّلَّةِ وَالْمَسْكَنَةِ عَلَيْهِمْ
وَالنَّصَارَى بِالضَّلَالِ وَالْبِدَعِ وَالْجَهَالَةِ .