وهؤلاء المشبهون
لفرعون nindex.php?page=treesubj&link=28719_28836_29445الجهمية نفاة الصفات الذين وافقوا فرعون في جحده وقالوا إنه ليس فوق السموات وإن الله لم يكلم موسى تكليما كما قال
فرعون : {
nindex.php?page=tafseer&surano=4209&ayano=40وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب } {
nindex.php?page=tafseer&surano=4210&ayano=40أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا } . وكان
فرعون جاحدا للرب فلولا أن
موسى أخبره أن ربه فوق العالم لما قال : {
nindex.php?page=tafseer&surano=4210&ayano=40فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا } قال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=4210&ayano=40وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل وما كيد فرعون إلا في تباب } وقال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=3318&ayano=28وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى وإني لأظنه من الكاذبين } {
nindex.php?page=tafseer&surano=3319&ayano=28واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون } {
nindex.php?page=tafseer&surano=3320&ayano=28فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين } {
nindex.php?page=tafseer&surano=3321&ayano=28وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون } {
nindex.php?page=tafseer&surano=3322&ayano=28وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين } .
ومحمد صلى الله عليه وسلم لما عرج به إلى ربه وفرض عليه الصلوات
[ ص: 174 ] الخمس ذكر أنه رجع إلى
موسى وأن
موسى قال له : ارجع إلى ربك فسله التخفيف إلى أمتك كما تواتر هذا في أحاديث المعراج
فموسى صدق
محمدا في أن ربه فوق
وفرعون كذب
موسى في أن ربه فوق فالمقرون بذلك متبعون
لموسى ومحمد والمكذبون بذلك موافقون
لفرعون . وهذه الحجة مما اعتمد عليها غير واحد من النظار وهي مما اعتمد عليها
أبو الحسن الأشعري في كتابه " الإبانة " وذكر عدة أدلة عقلية وسمعية على أن
nindex.php?page=treesubj&link=28659_29620_28707الله فوق العالم وقال في أوله : فإن قال قائل : قد أنكرتم قول
الجهمية والقدرية والخوارج والروافض والمعتزلة والمرجئة فعرفونا قولكم الذي به تقولون وديانتكم التي بها تدينون . قيل له : قولنا الذي نقول به وديانتنا التي ندين بها : التمسك بكتاب ربنا وسنة نبينا وما جاء عن
الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين وبما كان يقول به
أبو عبد الله أحمد بن حنبل بن محمد بن حنبل قائلون ولما خالف قوله مجانبون فإنه الإمام الكامل والرئيس الفاضل الذي أبان الله به الحق وأوضح به المناهج وقمع به بدع المبتدعين وزيغ الزائغين وشك الشاكين ; فرحمه الله من إمام مقدم
[ ص: 175 ] وكبير مفهم وعلى جميع أئمة المسلمين . وذكر جملة الاعتقاد والكلام على علو الله على العرش وعلى الرؤية ومسألة القرآن ونحو ذلك وهذا مبسوط في غير هذا الموضع . و " المقصود هنا " أن المعطلة نفاة الصفات أو نفاة بعضها لا يعتمدون في ذلك على ما جاء به الرسول ; إذ كان ما جاء به الرسول إنما يتضمن الإثبات لا النفي ; لكن يعتمدون في ذلك على ما يظنونه أدلة عقلية ويعارضون بذلك ما جاء به الرسول .
وحقيقة قولهم أن الرسول لم يذكر في ذلك ما يرجع إليه لا من سمع ولا عقل فلم يخبر بذلك خبرا بين به الحق على زعمهم ولا ذكر أدلة عقلية تبين الصواب في ذلك على زعمهم بخلاف غير هذا فإنهم معترفون بأن الرسول ذكر في القرآن أدلة عقلية على ثبوت الرب وعلى صدق الرسول . وقد يقولون أيضا : إنه أخبر بالمعاد ; لكن نفوا الصفات لما رأوا أن ما ذكروه من النفي لم يذكره الرسول فلم يخبر به ولا ذكر دليلا عقليا عليه ; بل إنما ذكر الإثبات وليس هو في نفس الأمر حقا فأحوج الناس إلى التأويل أو التفويض فلما نسبوا ما جاء به الرسول إلى أنه ليس فيه لا دليل سمعي ولا عقلي ، لا خبر يبين الحق
[ ص: 176 ] ولا دليل يدل عليه عاقبهم الله بجنس ذنوبهم فكان ما يقولونه في هذا الباب خارجا عن العقل والسمع مع دعواهم أنه من العقليات البرهانية فإذا اختبره العارف وجده من الشبهات الشيطانية من جنس شبهات
أهل السفسطة والإلحاد الذين يقدحون في العقليات والسمعيات . وأما السمع فخلافهم له ظاهر لكل أحد وإنما يظن من يعظمهم ويتبعهم أنهم أحكموا العقليات فإذا حقق الأمر وجدهم كما قال أهل النار : {
nindex.php?page=tafseer&surano=5318&ayano=67لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير } وكما قال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2854&ayano=24والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب } {
nindex.php?page=tafseer&surano=2855&ayano=24أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور } فلما كان حقيقة قولهم إن القرآن والحديث ليس فيه في هذا الباب دليل سمعي ولا عقلي سلبهم الله في هذا الباب معرفة الأدلة السمعية والعقلية حتى كانوا من أضل البرية مع دعواهم أنهم أعلم من
الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين بل قد يدعون أنهم أعلم من النبيين وهذا ميراث من
فرعون وحزبه اللعين .
وَهَؤُلَاءِ الْمُشْبِهُونَ
لِفِرْعَوْنَ nindex.php?page=treesubj&link=28719_28836_29445الجهمية نفاة الصِّفَاتِ الَّذِينَ وَافَقُوا فِرْعَوْنَ فِي جَحْدِهِ وَقَالُوا إنَّهُ لَيْسَ فَوْقَ السَّمَوَاتِ وَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يُكَلِّمْ مُوسَى تَكْلِيمًا كَمَا قَالَ
فِرْعَوْنُ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=4209&ayano=40وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=4210&ayano=40أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إلَى إلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا } . وَكَانَ
فِرْعَوْنُ جَاحِدًا لِلرَّبِّ فَلَوْلَا أَنَّ
مُوسَى أَخْبَرَهُ أَنَّ رَبَّهُ فَوْقَ الْعَالَمِ لَمَا قَالَ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=4210&ayano=40فَأَطَّلِعَ إلَى إلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا } قَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=4210&ayano=40وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إلَّا فِي تَبَابٍ } وَقَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=3318&ayano=28وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إلَى إلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=3319&ayano=28وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=3320&ayano=28فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=3321&ayano=28وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=3322&ayano=28وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ } .
وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا عُرِجَ بِهِ إلَى رَبِّهِ وَفَرَضَ عَلَيْهِ الصَّلَوَاتِ
[ ص: 174 ] الْخَمْسَ ذَكَرَ أَنَّهُ رَجَعَ إلَى
مُوسَى وَأَنَّ
مُوسَى قَالَ لَهُ : ارْجِعْ إلَى رَبِّك فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ إلَى أُمَّتِك كَمَا تَوَاتَرَ هَذَا فِي أَحَادِيثِ الْمِعْرَاجِ
فَمُوسَى صَدَّقَ
مُحَمَّدًا فِي أَنَّ رَبَّهُ فَوْقُ
وَفِرْعَوْنُ كَذَّبَ
مُوسَى فِي أَنَّ رَبَّهُ فَوْقُ فَالْمُقِرُّونَ بِذَلِكَ مُتَّبِعُونَ
لِمُوسَى وَمُحَمَّدٍ وَالْمُكَذِّبُونَ بِذَلِكَ مُوَافِقُونَ
لِفِرْعَوْنَ . وَهَذِهِ الْحُجَّةُ مِمَّا اعْتَمَدَ عَلَيْهَا غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ النُّظَّارِ وَهِيَ مِمَّا اعْتَمَدَ عَلَيْهَا
أَبُو الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيُّ فِي كِتَابِهِ " الْإِبَانَةُ " وَذَكَرَ عِدَّةَ أَدِلَّةٍ عَقْلِيَّةٍ وَسَمْعِيَّةٍ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28659_29620_28707اللَّه فَوْقَ الْعَالَمِ وَقَالَ فِي أَوَّلِهِ : فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ : قَدْ أَنْكَرْتُمْ قَوْلَ
الجهمية وَالْقَدَرِيَّةِ وَالْخَوَارِجِ وَالرَّوَافِضِ وَالْمُعْتَزِلَةِ وَالْمُرْجِئَةِ فَعَرِّفُونَا قَوْلَكُمْ الَّذِي بِهِ تَقُولُونَ وَدِيَانَتَكُمْ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ . قِيلَ لَهُ : قَوْلُنَا الَّذِي نَقُولُ بِهِ وَدِيَانَتُنَا الَّتِي نَدِينُ بِهَا : التَّمَسُّكُ بِكِتَابِ رَبِّنَا وَسُنَّةِ نَبِيِّنَا وَمَا جَاءَ عَنْ
الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَبِمَا كَانَ يَقُولُ بِهِ
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَد بْنُ حَنْبَلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ قَائِلُونَ وَلِمَا خَالَفَ قَوْلَهُ مُجَانِبُونَ فَإِنَّهُ الْإِمَامُ الْكَامِلُ وَالرَّئِيسُ الْفَاضِلُ الَّذِي أَبَانَ اللَّهُ بِهِ الْحَقَّ وَأَوْضَحَ بِهِ الْمَنَاهِجَ وَقَمَعَ بِهِ بِدَعَ الْمُبْتَدِعِينَ وَزَيْغَ الزَّائِغِينَ وَشَكَّ الشَّاكِّينَ ; فَرَحِمَهُ اللَّهُ مِنْ إمَامٍ مُقَدَّمٍ
[ ص: 175 ] وَكَبِيرٍ مُفَهِّمٍ وَعَلَى جَمِيعِ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ . وَذَكَرَ جُمْلَةَ الِاعْتِقَادِ وَالْكَلَامَ عَلَى عُلُوِّ اللَّهِ عَلَى الْعَرْشِ وَعَلَى الرُّؤْيَةِ وَمَسْأَلَةَ الْقُرْآنِ وَنَحْوَ ذَلِكَ وَهَذَا مَبْسُوطٌ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ . و " الْمَقْصُودُ هُنَا " أَنَّ الْمُعَطِّلَةَ نفاة الصِّفَاتِ أَوْ نفاة بَعْضِهَا لَا يَعْتَمِدُونَ فِي ذَلِكَ عَلَى مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ ; إذْ كَانَ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ إنَّمَا يَتَضَمَّنُ الْإِثْبَاتَ لَا النَّفْيَ ; لَكِنْ يَعْتَمِدُونَ فِي ذَلِكَ عَلَى مَا يَظُنُّونَهُ أَدِلَّةً عَقْلِيَّةً وَيُعَارِضُونَ بِذَلِكَ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ .
وَحَقِيقَةُ قَوْلِهِمْ أَنَّ الرَّسُولَ لَمْ يَذْكُرْ فِي ذَلِكَ مَا يُرْجَعُ إلَيْهِ لَا مِنْ سَمْعٍ وَلَا عَقْلٍ فَلَمْ يُخْبِرْ بِذَلِكَ خَبَرًا بَيَّنَ بِهِ الْحَقَّ عَلَى زَعْمِهِمْ وَلَا ذَكَرَ أَدِلَّةً عَقْلِيَّةً تُبَيِّنُ الصَّوَابَ فِي ذَلِكَ عَلَى زَعْمِهِمْ بِخِلَافِ غَيْرِ هَذَا فَإِنَّهُمْ مُعْتَرِفُونَ بِأَنَّ الرَّسُولَ ذَكَرَ فِي الْقُرْآنِ أَدِلَّةً عَقْلِيَّةً عَلَى ثُبُوتِ الرَّبِّ وَعَلَى صِدْقِ الرَّسُولِ . وَقَدْ يَقُولُونَ أَيْضًا : إنَّهُ أَخْبَرَ بِالْمَعَادِ ; لَكِنْ نَفَوْا الصِّفَاتِ لَمَّا رَأَوْا أَنَّ مَا ذَكَرُوهُ مِنْ النَّفْيِ لَمْ يَذْكُرْهُ الرَّسُولُ فَلَمْ يُخْبِرْ بِهِ وَلَا ذَكَرَ دَلِيلًا عَقْلِيًّا عَلَيْهِ ; بَلْ إنَّمَا ذَكَرَ الْإِثْبَاتَ وَلَيْسَ هُوَ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ حَقًّا فَأَحْوَجَ النَّاسَ إلَى التَّأْوِيلِ أَوْ التَّفْوِيضِ فَلَمَّا نَسَبُوا مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ إلَى أَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ لَا دَلِيلٌ سَمْعِيٌّ وَلَا عَقْلِيٌّ ، لَا خَبَرَ يُبَيِّنُ الْحَقَّ
[ ص: 176 ] وَلَا دَلِيلَ يَدُلُّ عَلَيْهِ عَاقَبَهُمْ اللَّهُ بِجِنْسِ ذُنُوبِهِمْ فَكَانَ مَا يَقُولُونَهُ فِي هَذَا الْبَابِ خَارِجًا عَنْ الْعَقْلِ وَالسَّمْعِ مَعَ دَعْوَاهُمْ أَنَّهُ مِنْ الْعَقْلِيَّاتِ الْبُرْهَانِيَّةِ فَإِذَا اخْتَبَرَهُ الْعَارِفُ وَجَدَهُ مِنْ الشُّبُهَاتِ الشَّيْطَانِيَّةِ مِنْ جِنْسِ شُبُهَاتِ
أَهْلِ السَّفْسَطَةِ وَالْإِلْحَادِ الَّذِينَ يَقْدَحُونَ فِي الْعَقْلِيَّاتِ وَالسَّمْعِيَّاتِ . وَأَمَّا السَّمْعُ فَخِلَافُهُمْ لَهُ ظَاهِرٌ لِكُلِّ أَحَدٍ وَإِنَّمَا يَظُنُّ مَنْ يُعَظِّمُهُمْ وَيَتْبَعُهُمْ أَنَّهُمْ أَحْكَمُوا الْعَقْلِيَّاتِ فَإِذَا حَقَّقَ الْأَمْرَ وَجَدَهُمْ كَمَا قَالَ أَهْلُ النَّارِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=5318&ayano=67لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ } وَكَمَا قَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2854&ayano=24وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=2855&ayano=24أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ } فَلَمَّا كَانَ حَقِيقَةُ قَوْلِهِمْ إنَّ الْقُرْآنَ وَالْحَدِيثَ لَيْسَ فِيهِ فِي هَذَا الْبَابِ دَلِيلٌ سَمْعِيٌّ وَلَا عَقْلِيٌّ سَلَبَهُمْ اللَّهُ فِي هَذَا الْبَابِ مَعْرِفَةَ الْأَدِلَّةِ السَّمْعِيَّةِ وَالْعَقْلِيَّةِ حَتَّى كَانُوا مِنْ أَضَلِّ الْبَرِيَّةِ مَعَ دَعْوَاهُمْ أَنَّهُمْ أَعْلَمُ مِنْ
الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ بَلْ قَدْ يَدَّعُونَ أَنَّهُمْ أَعْلَمُ مِنْ النَّبِيِّينَ وَهَذَا مِيرَاثٌ مِنْ
فِرْعَوْنَ وَحِزْبِهِ اللَّعِينِ .