القول في تأويل قوله تعالى:
[40 - 44] فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون على أن نبدل خيرا منهم وما نحن بمسبوقين فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون
فلا أقسم برب المشارق والمغارب يعني مشرق كل يوم من السنة ومغربه، أو مشرق كل كوكب ومغربه، أو الأقطار التي تشرق فيها الشمس وتغرب.
إنا لقادرون على أن نبدل خيرا منهم وما نحن بمسبوقين أي: بمغلوبين، إن أردنا ذلك.
فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون أي: أخذهم فيه وهلاكهم.
يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون أي: يسرعون.
و (النصب): الصنم المنصوب للعبادة، أو العلم المنصوب على الطريق ليهتدي به السالك، أو ما ينصب علامة لنزول الملك وسيره. فهم يسرعون إسراع عبدة الأصنام نحو صنمهم، أو إسراع من ضل عن الطريق إلى أعلامها، أو إسراع الجند إلى راية الأمير.
خاشعة أبصارهم أي: من الخزي والهوان.
ترهقهم ذلة أي: تغشاهم ذلة من هول ما حاق بهم.
ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون أي: بأنهم ملاقوه.