القول في تأويل قوله تعالى :
[79 - 81] وهو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون وهو الذي يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار أفلا تعقلون بل قالوا مثل ما قال الأولون .
[ ص: 4413 ] وهو الذي ذرأكم في الأرض أي : خلقكم وبثكم بالتناسل فيها : وإليه تحشرون أي : تجمعون يوم القيامة ، بعد تفرقكم إلى موقف الحساب : وهو الذي يحيي أي : خلقه ، أي : يجعلهم أحياء ، بعد أن كانوا نطفا أمواتا ، ينفخ الروح فيها ، بعد الأطوار التي تأتي عليها : ويميت وله اختلاف الليل والنهار أي : بالطول والقصر . فهو متوليه ولا يقدر على تصريفهما غيره : أفلا تعقلون أي : إن من أنشأ ذلك ابتداء من غير أصل ، لا يمتنع عليه إحياء الأموات بعد فنائهم . ثم بين تعالى أنهم لم يعتبروا بآياته ، ولا تدبروا ما احتج عليهم من الحجج الدالة على ، بقوله : قدرته على فعل كل ما يشاء بل قالوا مثل ما قال الأولون أي : من الأمم المكذبة رسلها .