القول في تأويل قوله تعالى:
[103] قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا [104] الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا [105] أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا [106] ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزوا .
قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا [ ص: 4120 ] أي: ضاع وبطل: وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا أولئك الذين كفروا بآيات ربهم أي: التي جاءت بالعمل بها رسلهم: ولقائه أي: بالبعث والحساب والجزاء: فحبطت أعمالهم لكفرهم المذكور: فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا أي: فنزدريهم ولا نجعل لهم مقدارا واعتبارا، لأن مداره الأعمال الصالحة، وقد حبطت بالمرة.
ذلك أي: الأمر ذلك. وقوله: جزاؤهم جهنم جملة مبينة له، أو ذلك مبتدأ، والجملة خبره، والعائد محذوف. أي: جزاؤهم به. أو جزاؤهم خبر وجهنم عطف بيان له: بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزوا أي: مهزوءا بهما. وذلك موجب لشدة المقت والغضب والنكال.