nindex.php?page=treesubj&link=20043_33501_29013nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=37والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون . nindex.php?page=treesubj&link=2649_28328_33532_34290_34513_842_29013nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=38والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة . وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون . nindex.php?page=treesubj&link=32527_29013nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=39والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون . nindex.php?page=treesubj&link=20043_30365_30531_32528_29013nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=40وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين . nindex.php?page=treesubj&link=19011_32527_34331_34455_29013nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=41ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل . nindex.php?page=treesubj&link=25987_9515_29013nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=42إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم . nindex.php?page=treesubj&link=19573_20043_34140_29013nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=43ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=37والذين يجتنبون كبائر الإثم وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة، nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي: "كبير الإثم" على التوحيد من غير ألف، والباقون بألف . وقد شرحنا الكبائر في سورة [النساء: 31] . وفي المراد بالفواحش هاهنا قولان . أحدهما: الزنا . والثاني: موجبات الحدود .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=37وإذا ما غضبوا هم يغفرون أي: يعفون عمن ظلمهم
[ ص: 291 ] طلبا لثواب الله تعالى .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=38والذين استجابوا لربهم أي: أجابوه فيما دعاهم إليه .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=38وأمرهم شورى بينهم قال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة : أي: يتشاورون فيه [بينهم] . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : المعنى أنهم لا ينفردون برأي حتى يجتمعوا عليه .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=39والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون اختلفوا في [هذا] البغي على ثلاثة أقوال .
أحدها: أنه بغي الكفار على المسلمين . قال
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء: هم المؤمنون الذين أخرجهم الكفار من
مكة وبغوا عليهم، ثم مكنهم الله منهم فانتصروا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقتين
بمكة، فرقة كانت تؤذى فتعفو عن المشركين، وفرقة كانت تؤذى فتنتصر، فأثنى الله عز وجل عليهم جميعا، فقال في الذين لم ينتصروا:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=37وإذا ما غضبوا هم يغفرون ، وقال في المنتصرين:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=39والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون أي: من المشركين . وقال
ابن زيد: ذكر
المهاجرين، وكانوا صنفين، صنفا عفا، و صنفا انتصر، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=37 "وإذا ما غضبوا هم يغفرون"، فبدأ بهم، وقال في المنتصرين:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=39 "والذين إذا أصابهم [ ص: 292 ] البغي هم ينتصرون" أي: من المشركين; وقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=38 "والذين استجابوا لربهم: إلى قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=38 "ينفقون" وهم
الأنصار; ثم ذكر الصنف الثالث فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=39 "والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون" من المشركين .
والثاني: أنه بغي المسلمين على المسلمين خاصة .
والثالث: أنه عام في جميع البغاة، سواء كانوا مسلمين أو كافرين .
فصل
واختلف في هذه الآية علماء الناسخ والمنسوخ، فذهب بعض القائلين بأنها في المشركين إلى أنها منسوخة بآية السيف، فكأنهم يشيرون إلى أنها أثبتت الانتصار بعد بغي المشركين، فلما جاز لنا أن نبدأهم بالقتال، دل على أنها منسوخة . وللقائلين بأنها في المسلمين قولان .
أحدهما: أنها منسوخة بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=43ولمن صبر وغفر [الشورى: 43] فكأنها نبهت على مدح المنتصر، ثم أعلمنا أن الصبر والغفران أمدح، فبان وجه النسخ .
والثاني: أنها محكمة، لأن الصبر والغفران فضيلة، والانتصار مباح، فعلى هذا تكون محكمة، [وهو الأصح] .
فإن قيل: كيف الجمع بين هذه الآية -وظاهرها مدح المنتصر- وبين آيات الحث على العفو؟ فعنه ثلاثة أجوبة .
أحدها: أنه انتصار المسلمين من الكافرين، وتلك رتبة الجهاد كما ذكرنا عن
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء . [ ص: 293 ] والثاني: أن المنتصر لم يخرج عن فعل أبيح له، وإن كان العفو أفضل، ومن لم يخرج من الشرع بفعله، حسن مدحه . قال
ابن زيد: جعل الله المؤمنين صنفين، صنف يعفو، فبدأ بذكره، وصنف ينتصر .
والثالث: أنه إذا بغى على المؤمن فاسق، فلأن له اجتراء الفساق عليه، وليس للمؤمن أن يذل نفسه، فينبغي له أن يكسر شوكة العصاة لتكون العزة لأهل الدين . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي: كانوا يكرهون للمؤمنين أن يذلوا أنفسهم فيجترئ عليهم الفساق، فإذا قدروا عفوا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14953القاضي أبو يعلى: هذه الآية محمولة على من تعدى وأصر على ذلك، وآيات العفو محمولة على أن يكون الجاني نادما .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=40وجزاء سيئة سيئة مثلها قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي: هو جواب القبيح، إذا قال له كلمة إجابة بمثلها من غير أن يعتدي . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل: هذا في القصاص في الجراحات والدماء .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=40فمن عفا فلم يقتص
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=40وأصلح العمل
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=40فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين يعني من بدأ بالظلم . وإنما سمى المجازاة سيئة، لما بينا عند قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=194فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه [البقرة: 194] . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: إذا كان يوم القيامة نادى مناد: ليقم من كان أجره على الله، فلا يقوم إلا من عفا .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=41ولمن انتصر بعد ظلمه أي: بعد ظلم الظالم إياه; والمصدر هاهنا مضاف إلى المفعول، ونظيره:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=49من دعاء الخير [فصلت: 49] و
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=24بسؤال نعجتك [ص: 24]،
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=41فأولئك يعني المنتصرين
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=41ما عليهم من سبيل أي: من طريق إلى لوم ولا حد،
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=42إنما السبيل على الذين يظلمون الناس أي: يبتدؤون بالظلم
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=42ويبغون في الأرض بغير الحق أي: يعملون فيها بالمعاصي .
[ ص: 294 ] قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=43ولمن صبر فلم ينتصر
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=43وغفر إن ذلك الصبر والتجاوز
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=43لمن عزم الأمور وقد شرحناه في [آل عمران: 186] .
nindex.php?page=treesubj&link=20043_33501_29013nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=37وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ . nindex.php?page=treesubj&link=2649_28328_33532_34290_34513_842_29013nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=38وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ . وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ . nindex.php?page=treesubj&link=32527_29013nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=39وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ . nindex.php?page=treesubj&link=20043_30365_30531_32528_29013nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=40وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٍ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ . nindex.php?page=treesubj&link=19011_32527_34331_34455_29013nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=41وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ . nindex.php?page=treesubj&link=25987_9515_29013nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=42إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ . nindex.php?page=treesubj&link=19573_20043_34140_29013nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=43وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=37وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حَمْزَةُ، nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ: "كَبِيرَ الْإِثْمِ" عَلَى التَّوْحِيدِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ، وَالْبَاقُونَ بِأَلِفٍ . وَقَدْ شَرَحْنَا الْكَبَائِرَ فِي سُورَةِ [النِّسَاءِ: 31] . وَفِي الْمُرَادِ بِالْفَوَاحِشِ هَاهُنَا قَوْلَانِ . أَحَدُهُمَا: الزِّنَا . وَالثَّانِي: مُوجِبَاتُ الْحُدُودِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=37وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ أَيْ: يَعْفُونَ عَمَّنْ ظَلَمَهُمْ
[ ص: 291 ] طَلَبًا لِثَوَابِ اللَّهِ تَعَالَى .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=38وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ أَيْ: أَجَابُوهُ فِيمَا دَعَاهُمْ إِلَيْهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=38وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنُ قُتَيْبَةَ : أَيْ: يَتَشَاوَرُونَ فِيهِ [بَيْنَهُمْ] . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الْمَعْنَى أَنَّهُمْ لَا يَنْفَرِدُونَ بِرَأْيٍ حَتَّى يَجْتَمِعُوا عَلَيْهِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=39وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ اخْتَلَفُوا فِي [هَذَا] الْبَغْيِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْوَالٍ .
أَحَدُهَا: أَنَّهُ بَغْيُ الْكُفَّارِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16568عَطَاءٌ: هُمُ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ أَخْرَجَهُمُ الْكُفَّارُ مِنْ
مَكَّةَ وَبَغَوْا عَلَيْهِمْ، ثُمَّ مَكَّنَهُمُ اللَّهُ مِنْهُمْ فَانْتَصَرُوا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15944زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِرْقَتَيْنِ
بِمَكَّةَ، فِرْقَةً كَانَتْ تُؤْذَى فَتَعْفُو عَنِ الْمُشْرِكِينَ، وَفِرْقَةً كَانَتْ تُؤْذَى فَتَنْتَصِرُ، فَأَثْنَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِمْ جَمِيعًا، فَقَالَ فِي الَّذِينَ لَمْ يَنْتَصِرُوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=37وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ، وَقَالَ فِي الْمُنْتَصِرِينَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=39وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ أَيْ: مِنَ الْمُشْرِكِينَ . وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ: ذَكَرَ
الْمُهَاجِرِينَ، وَكَانُوا صِنْفَيْنِ، صِنْفًا عَفَا، وَ صِنْفًا انْتَصَرَ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=37 "وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ"، فَبَدَأَ بِهِمْ، وَقَالَ فِي الْمُنْتَصِرِينَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=39 "وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ [ ص: 292 ] الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ" أَيْ: مِنَ الْمُشْرِكِينَ; وَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=38 "وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ: إِلَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=38 "يُنْفِقُونَ" وَهُمُ
الْأَنْصَارُ; ثُمَّ ذَكَرَ الصِّنْفَ الثَّالِثَ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=39 "وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ" مِنَ الْمُشْرِكِينَ .
وَالثَّانِي: أَنَّهُ بَغْيُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ خَاصَّةً .
وَالثَّالِثُ: أَنَّهُ عَامٌّ فِي جَمِيعِ الْبُغَاةِ، سَوَاءٌ كَانُوا مُسْلِمِينَ أَوْ كَافِرِينَ .
فَصْلٌ
وَاخْتَلَفَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ عُلَمَاءُ النَّاسِخِ وَالْمَنْسُوخِ، فَذَهَبَ بَعْضُ الْقَائِلِينَ بِأَنَّهَا فِي الْمُشْرِكِينَ إِلَى أَنَّهَا مَنْسُوخَةٌ بِآيَةِ السَّيْفِ، فَكَأَنَّهُمْ يُشِيرُونَ إِلَى أَنَّهَا أَثْبَتَتِ الِانْتِصَارَ بَعْدَ بَغْيِ الْمُشْرِكِينَ، فَلَمَّا جَازَ لَنَا أَنْ نَبْدَأَهُمْ بِالْقِتَالِ، دَلَّ عَلَى أَنَّهَا مَنْسُوخَةٌ . وَلِلْقَائِلِينَ بِأَنَّهَا فِي الْمُسْلِمِينَ قَوْلَانِ .
أَحَدُهُمَا: أَنَّهَا مَنْسُوخَةٌ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=43وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ [الشُّورَى: 43] فَكَأَنَّهَا نَبَّهَتْ عَلَى مَدْحِ الْمُنْتَصِرِ، ثُمَّ أَعْلَمَنَا أَنَّ الصَّبْرَ وَالْغُفْرَانَ أَمْدَحُ، فَبَانَ وَجْهُ النَّسْخِ .
وَالثَّانِي: أَنَّهَا مُحْكَمَةٌ، لِأَنَّ الصَّبْرَ وَالْغُفْرَانَ فَضِيلَةٌ، وَالِانْتِصَارَ مُبَاحٌ، فَعَلَى هَذَا تَكُونُ مُحْكَمَةٌ، [وَهُوَ الْأَصَحُّ] .
فَإِنْ قِيلَ: كَيْفَ الْجَمْعُ بَيْنَ هَذِهِ الْآيَةِ -وَظَاهِرُهَا مَدْحُ الْمُنْتَصِرِ- وَبَيْنَ آيَاتِ الْحَثِّ عَلَى الْعَفْوِ؟ فَعَنْهُ ثَلَاثَةُ أَجْوِبَةٍ .
أَحَدُهَا: أَنَّهُ انْتِصَارُ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْكَافِرِينَ، وَتِلْكَ رُتْبَةُ الْجِهَادِ كَمَا ذَكَرْنَا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16568عَطَاءٍ . [ ص: 293 ] وَالثَّانِي: أَنَّ الْمُنْتَصِرَ لَمْ يَخْرُجْ عَنْ فِعْلٍ أُبِيحَ لَهُ، وَإِنْ كَانَ الْعَفْوُ أَفْضَلَ، وَمَنْ لَمْ يَخْرُجْ مِنَ الشَّرْعِ بِفِعْلِهِ، حَسُنَ مَدْحُهُ . قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ: جَعَلَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ صِنْفَيْنِ، صِنْفٌ يَعْفُو، فَبَدَأَ بِذِكْرِهِ، وَصِنْفٌ يَنْتَصِرُ .
وَالثَّالِثُ: أَنَّهُ إِذَا بَغَى عَلَى الْمُؤْمِنِ فَاسِقٌ، فَلِأَنَّ لَهُ اجْتِرَاءَ الْفُسَّاقِ عَلَيْهِ، وَلَيْسَ لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ، فَيَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَكْسِرَ شَوْكَةَ الْعُصَاةِ لِتَكُونَ الْعِزَّةُ لِأَهْلِ الدِّينِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12354إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ: كَانُوا يَكْرَهُونَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَنْ يُذِلُّوا أَنْفُسَهُمْ فَيَجْتَرِئَ عَلَيْهِمُ الْفُسَّاقُ، فَإِذَا قَدَرُوا عَفَوا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14953الْقَاضِي أَبُو يَعْلَى: هَذِهِ الْآيَةُ مَحْمُولَةٌ عَلَى مَنْ تَعَدَّى وَأَصَرَّ عَلَى ذَلِكَ، وَآيَاتُ الْعَفْوِ مَحْمُولَةٌ عَلَى أَنْ يَكُونَ الْجَانِي نَادِمًا .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=40وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٍ مِثْلُهَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيُّ: هُوَ جَوَابُ الْقَبِيحِ، إِذَا قَالَ لَهُ كَلِمَةَ إِجَابَةٍ بِمِثْلِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَعْتَدِيَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17132مُقَاتِلٌ: هَذَا فِي الْقِصَاصِ فِي الْجِرَاحَاتِ وَالدِّمَاءِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=40فَمَنْ عَفَا فَلَمْ يَقْتَصَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=40وَأَصْلَحَ الْعَمَلَ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=40فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ يَعْنِي مَنْ بَدَأَ بِالظُّلْمِ . وَإِنَّمَا سَمَّى الْمُجَازَاةَ سَيِّئَةً، لِمَا بَيَّنَّا عِنْدَ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=194فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ [الْبَقَرَةِ: 194] . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ: لِيَقُمْ مَنْ كَانَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، فَلَا يَقُومُ إِلَّا مَنْ عَفَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=41وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ أَيْ: بَعْدَ ظُلْمِ الظَّالِمِ إِيَّاهُ; وَالْمَصْدَرُ هَاهُنَا مُضَافٌ إِلَى الْمَفْعُولِ، وَنَظِيرُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=49مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ [فُصِّلَتْ: 49] وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=24بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ [ص: 24]،
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=41فَأُولَئِكَ يَعْنِي الْمُنْتَصِرِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=41مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ أَيْ: مِنْ طَرِيقٍ إِلَى لَوْمٍ وَلَا حَدٍّ،
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=42إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ أَيْ: يَبْتَدِؤُونَ بِالظُّلْمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=42وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أَيْ: يَعْمَلُونَ فِيهَا بِالْمَعَاصِي .
[ ص: 294 ] قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=43وَلَمَنْ صَبَرَ فَلَمْ يَنْتَصِرْ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=43وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ الصَّبْرَ وَالتَّجَاوُزَ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=43لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ وَقَدْ شَرَحْنَاهُ فِي [آلِ عِمْرَانَ: 186] .