nindex.php?page=treesubj&link=28639_28644_34135_29001nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=30فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
nindex.php?page=treesubj&link=19860_30489_30561_34289_844_29001nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=31منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين nindex.php?page=treesubj&link=29786_34095_29001nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=32من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون .
nindex.php?page=treesubj&link=24262_30549_32409_32498_34289_34336_34513_29001nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=33وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذا أذاقهم منه رحمة إذا فريق منهم بربهم يشركون nindex.php?page=treesubj&link=30532_30550_29001nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=34ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون .
nindex.php?page=treesubj&link=30549_29001nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=35أم أنزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون nindex.php?page=treesubj&link=20003_32409_29001nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=36وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت [ ص: 300 ] أيديهم إذا هم يقنطون .
nindex.php?page=treesubj&link=28659_32413_34092_34103_29001nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=37أولم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون nindex.php?page=treesubj&link=18012_18043_2649_30495_3132_3139_3210_34358_29001nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=38فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=30فأقم وجهك قال
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل: أخلص دينك الإسلام
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=30للدين أي: للتوحيد . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12033أبو سليمان الدمشقي: استقم بدينك نحو الجهة التي وجهك الله إليها . وقال غيره: سدد عملك . والوجه: ما يتوجه إليه، وعمل الإنسان ودينه: ما يتوجه إليه لتسديده وإقامته .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=30حنيفا قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: الحنيف: الذي يميل إلى الشيء ولا يرجع عنه، كالحنف في الرجل، وهو ميلها إلى خارجها خلقة، لا يقدر الأحنف أن يرد حنفه . وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=30فطرت الله منصوب، بمعنى: اتبع فطرة الله، لأن معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=30فأقم وجهك : اتبع الدين القيم، واتبع فطرة الله، أي: دين الله . والفطرة: الخلقة التي خلق الله عليها البشر . وكذلك قوله عليه السلام: "
nindex.php?page=hadith&LINKID=651296كل مولود يولد على الفطرة " ، أي: على الإيمان بالله . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=30فطرت الله التي فطر الناس عليها قال: الإسلام، وكذلك قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة . والذي
[ ص: 301 ] أشار إليه
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج أصح، وإليه ذهب
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة ، فقال: فرق ما بيننا وبين أهل القدر في هذا الحديث، أن الفطرة عندهم: الإسلام، والفطرة عندنا: الإقرار بالله والمعرفة به، لا الإسلام، ومعنى الفطرة: ابتداء الخلقة، والكل أقروا حين قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=172ألست بربكم؟ قالوا بلى [الأعراف: 172] ولست واجدا أحدا إلا وهو مقر بأن له صانعا ومدبرا وإن عبد شيئا دونه وسماه بغير اسمه; فمعنى الحديث: إن كل مولود في العالم على ذلك العهد وذلك الإقرار الأول، وهو للفطرة، ثم يهود اليهود أبناءهم، أي: يعلمونهم ذلك، وليس الإقرار الأول مما يقع به حكم ولا ثواب; وقد ذكر نحو هذا
nindex.php?page=showalam&ids=13665أبو بكر الأثرم، واستدل عليه بأن الناس أجمعوا على أنه
nindex.php?page=treesubj&link=13648لا يرث المسلم الكافر، ولا الكافر المسلم، ثم أجمعوا على أن اليهودي إذا مات له ولد صغير ورثه، وكذلك النصراني والمجوسي، ولو كان معنى الفطرة الإسلام، ما ورثه إلا المسلمون، ولا دفن إلا معهم; وإنما أراد بقوله عليه السلام: "
nindex.php?page=hadith&LINKID=651296كل مولود يولد على الفطرة " أي: على تلك البداية التي أقروا له فيها بالوحدانية حين أخذهم من صلب
آدم، فمنهم من جحد ذلك بعد إقراره . ومثل هذا الحديث
[ ص: 302 ] حديث
عياض بن حمار nindex.php?page=hadith&LINKID=885964عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " قال الله عز وجل: إني خلقت عبادي حنفاء " ، وذلك أنه لم يدعهم يوم الميثاق إلا إلى حرف واحد، فأجابوه .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=30لا تبديل لخلق الله لفظه لفظ النفي ، ومعناه النهي; والتقدير: لا تبدلوا خلق الله . وفيه قولان . أحدهما: أنه خصاء البهائم، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله عنه . والثاني: دين الله، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة، nindex.php?page=showalam&ids=12354والنخعي في آخرين . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة كالقولين .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=30ذلك الدين القيم يعني التوحيد المستقيم
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=30ولكن أكثر الناس يعني كفار
مكة nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=30لا يعلمون توحيد الله .
[ ص: 303 ] قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=31منيبين إليه قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: زعم جميع النحويين أن معنى هذا: فأقيموا وجوهكم منيبين، لأن مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم تدخل معه فيها الأمة ومعنى " منيبين " : راجعين إليه في كل ما أمر، فلا يخرجون عن شيء من أمره . وما بعد هذا قد سبق تفسيره [البقرة: 3، الأنعام: 159] إلى قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=33وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذا أذاقهم منه رحمة وفيه قولان . أحدهما: أنه القحط، والرحمة: المطر . والثاني: أنه البلاء، والرحمة: العافية،
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=33إذا فريق منهم وهم المشركون . والمعنى: أن الكل يلتجؤون إليه في شدائدهم، ولا يلتفت المشركون حينئذ إلى أوثانهم .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=34ليكفروا بما آتيناهم قد شرحناه في آخر (العنكبوت: 67)، وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=34فتمتعوا خطاب لهم بعد الإخبار عنهم .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=35أم أنزلنا عليهم أي: على هؤلاء المشركين
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=35سلطانا أي: حجة وكتابا من السماء
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=35فهو يتكلم بما كانوا به يشركون أي: يأمرهم بالشرك؟! وهذا استفهام إنكار، معناه: ليس الأمر كذلك .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=36وإذا أذقنا الناس قال
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل: يعني كفار
مكة nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=36رحمة وهي المطر . والسيئة: الجوع والقحط . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة : الرحمة: النعمة، والسيئة: المصيبة . قال المفسرون: وهذا الفرح المذكور هاهنا، هو فرح البطر الذي لا شكر فيه، والقنوط: اليأس من فضل الله، وهو خلاف وصف المؤمن، فإنه يشكر عند النعمة، ويرجو عند الشدة; وقد شرحناه في (بني إسرائيل: 26) إلى قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=38ذلك يعني إعطاء الحق
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=38خير أي: أفضل من الإمساك
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=38للذين يريدون وجه الله أي: يطلبون بأعمالهم ثواب الله .
nindex.php?page=treesubj&link=28639_28644_34135_29001nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=30فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسَ لا يَعْلَمُونَ .
nindex.php?page=treesubj&link=19860_30489_30561_34289_844_29001nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=31مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ nindex.php?page=treesubj&link=29786_34095_29001nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=32مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ .
nindex.php?page=treesubj&link=24262_30549_32409_32498_34289_34336_34513_29001nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=33وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30532_30550_29001nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=34لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ .
nindex.php?page=treesubj&link=30549_29001nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=35أَمْ أَنْزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ nindex.php?page=treesubj&link=20003_32409_29001nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=36وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ [ ص: 300 ] أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ .
nindex.php?page=treesubj&link=28659_32413_34092_34103_29001nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=37أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ nindex.php?page=treesubj&link=18012_18043_2649_30495_3132_3139_3210_34358_29001nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=38فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=30فَأَقِمْ وَجْهَكَ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17132مُقَاتِلٌ: أَخْلِصْ دِينَكَ الْإِسْلَامَ
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=30لِلدِّينِ أَيْ: لِلتَّوْحِيدِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12033أَبُو سُلَيْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ: اسْتَقِمْ بِدِينِكَ نَحْوَ الْجِهَةِ الَّتِي وَجَّهَكَ اللَّهُ إِلَيْهَا . وَقَالَ غَيْرُهُ: سَدِّدَ عَمَلَكَ . وَالْوَجْهُ: مَا يُتَوَجَّهُ إِلَيْهِ، وَعَمَلُ الْإِنْسَانِ وَدِينُهُ: مَا يُتَوَجَّهُ إِلَيْهِ لِتَسْدِيدِهِ وَإِقَامَتِهِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=30حَنِيفًا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ: الْحَنِيفُ: الَّذِي يَمِيلُ إِلَى الشَّيْءِ وَلَا يَرْجِعُ عَنْهُ، كَالْحَنَفِ فِي الرِّجْلِ، وَهُوَ مَيْلُهَا إِلَى خَارِجِهَا خِلْقَةً، لَا يَقْدِرُ الْأَحْنَفُ أَنْ يَرُدَّ حَنَفَهُ . وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=30فِطْرَتَ اللَّهِ مَنْصُوبٌ، بِمَعْنَى: اتَّبِعَ فِطْرَةَ اللَّهِ، لِأَنَّ مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=30فَأَقِمْ وَجْهَكَ : اتَّبِعِ الدِّينَ الْقَيِّمَ، وَاتَّبِعْ فِطْرَةَ اللَّهِ، أَيْ: دِينَ اللَّهِ . وَالْفِطْرَةُ: الْخِلْقَةُ الَّتِي خَلَقَ اللَّهُ عَلَيْهَا الْبَشَرَ . وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: "
nindex.php?page=hadith&LINKID=651296كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ " ، أَيْ: عَلَى الْإِيمَانِ بِاللَّهِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=30فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا قَالَ: الْإِسْلَامُ، وَكَذَلِكَ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ . وَالَّذِي
[ ص: 301 ] أَشَارَ إِلَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ أَصَحُّ، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنُ قُتَيْبَةَ ، فَقَالَ: فَرْقُ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ أَهْلِ الْقَدَرِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، أَنَّ الْفِطْرَةَ عِنْدَهُمُ: الْإِسْلَامُ، وَالْفِطْرَةَ عِنْدَنَا: الْإِقْرَارُ بِاللَّهِ وَالْمَعْرِفَةُ بِهِ، لَا الْإِسْلَامُ، وَمَعْنَى الْفِطْرَةِ: ابْتِدَاءُ الْخِلْقَةِ، وَالْكُلُّ أَقَرُّوا حِينَ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=172أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ؟ قَالُوا بَلَى [الْأَعْرَافِ: 172] وَلَسْتَ وَاجِدًا أَحَدًا إِلَّا وَهُوَ مُقِرٌّ بِأَنَّ لَهُ صَانِعًا وَمُدَبِّرًا وَإِنْ عَبَدَ شَيْئًا دُونَهُ وَسَمَّاهُ بِغَيْرِ اسْمِهِ; فَمَعْنَى الْحَدِيثِ: إِنَّ كُلَّ مَوْلُودٍ فِي الْعَالَمِ عَلَى ذَلِكَ الْعَهْدِ وَذَلِكَ الْإِقْرَارِ الْأَوَّلِ، وَهُوَ لِلْفِطْرَةِ، ثُمَّ يُهَوِّدُ الْيَهُودُ أَبْنَاءَهُمْ، أَيْ: يُعَلِّمُونَهُمْ ذَلِكَ، وَلَيْسَ الْإِقْرَارُ الْأَوَّلُ مِمَّا يَقَعُ بِهِ حُكْمٌ وَلَا ثَوَابٌ; وَقَدْ ذَكَرَ نَحْوَ هَذَا
nindex.php?page=showalam&ids=13665أَبُو بَكْرٍ الْأَثْرَمُ، وَاسْتَدَلَّ عَلَيْهِ بِأَنَّ النَّاسَ أَجْمَعُوا عَلَى أَنَّهُ
nindex.php?page=treesubj&link=13648لَا يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ، وَلَا الْكَافِرُ الْمُسْلِمَ، ثُمَّ أَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ الْيَهُودِيَّ إِذَا مَاتَ لَهُ وَلَدٌ صَغِيرٌ وِرَثَهُ، وَكَذَلِكَ النَّصْرَانِيُّ وَالْمَجُوسِيُّ، وَلَوْ كَانَ مَعْنَى الْفِطْرَةِ الْإِسْلَامُ، مَا وَرِثَهُ إِلَّا الْمُسْلِمُونَ، وَلَا دُفِنَ إِلَّا مَعَهُمْ; وَإِنَّمَا أَرَادَ بِقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: "
nindex.php?page=hadith&LINKID=651296كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ " أَيْ: عَلَى تِلْكَ الْبِدَايَةِ الَّتِي أَقَرُّوا لَهُ فِيهَا بِالْوَحْدَانِيَّةِ حِينَ أَخَذَهُمْ مِنْ صُلْبِ
آدَمَ، فَمِنْهُمْ مَنْ جَحَدَ ذَلِكَ بَعْدَ إِقْرَارِهِ . وَمِثْلُ هَذَا الْحَدِيثِ
[ ص: 302 ] حَدِيثُ
عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ nindex.php?page=hadith&LINKID=885964عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ " ، وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ يَدْعُهُمْ يَوْمَ الْمِيثَاقِ إِلَّا إِلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ، فَأَجَابُوهُ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=30لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ لَفْظُهُ لَفْظُ النَّفْيِ ، وَمَعْنَاهُ النَّهْيُ; وَالتَّقْدِيرُ: لَا تُبَدِّلُوا خَلْقَ اللَّهِ . وَفِيهِ قَوْلَانِ . أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ خِصَاءُ الْبَهَائِمِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . وَالثَّانِي: دِينُ اللَّهِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15992وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ، nindex.php?page=showalam&ids=12354وَالنَّخَعِيُّ فِي آخَرِينَ . وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=16584وَعِكْرِمَةَ كَالْقَوْلَيْنِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=30ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ يَعْنِي التَّوْحِيدَ الْمُسْتَقِيمَ
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=30وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ يَعْنِي كُفَّارَ
مَكَّةَ nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=30لا يَعْلَمُونَ تَوْحِيدَ اللَّهِ .
[ ص: 303 ] قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=31مُنِيبِينَ إِلَيْهِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ: زَعَمَ جَمِيعُ النَّحْوِيِّينَ أَنَّ مَعْنَى هَذَا: فَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ مُنِيبِينَ، لِأَنَّ مُخَاطَبَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَدْخُلُ مَعَهُ فِيهَا الْأُمَّةُ وَمَعْنَى " مُنِيبِينَ " : رَاجِعِينَ إِلَيْهِ فِي كُلِّ مَا أَمَرَ، فَلَا يَخْرُجُونَ عَنْ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِهِ . وَمَا بَعْدَ هَذَا قَدْ سَبَقَ تَفْسِيرُهُ [الْبَقَرَةِ: 3، الْأَنْعَامِ: 159] إِلَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=33وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً وَفِيهِ قَوْلَانِ . أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ الْقَحْطُ، وَالرَّحْمَةُ: الْمَطَرُ . وَالثَّانِي: أَنَّهُ الْبَلَاءُ، وَالرَّحْمَةُ: الْعَافِيَةُ،
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=33إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمُ الْمُشْرِكُونَ . وَالْمَعْنَى: أَنَّ الْكُلَّ يَلْتَجِؤُونَ إِلَيْهِ فِي شَدَائِدِهِمْ، وَلَا يَلْتَفِتُ الْمُشْرِكُونَ حِينَئِذٍ إِلَى أَوْثَانِهِمْ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=34لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ قَدْ شَرَحْنَاهُ فِي آخِرِ (الْعَنْكَبُوتِ: 67)، وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=34فَتَمَتَّعُوا خِطَابٌ لَهُمْ بَعْدَ الْإِخْبَارِ عَنْهُمْ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=35أَمْ أَنْزَلْنَا عَلَيْهِمْ أَيْ: عَلَى هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=35سُلْطَانًا أَيْ: حُجَّةً وَكِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=35فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ أَيْ: يَأْمُرُهُمْ بِالشِّرْكِ؟! وَهَذَا اسْتِفْهَامُ إِنْكَارٍ، مَعْنَاهُ: لَيْسَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=36وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17132مُقَاتِلٌ: يَعْنِي كُفَّارَ
مَكَّةَ nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=36رَحْمَةً وَهِيَ الْمَطَرُ . وَالسَّيِّئَةُ: الْجُوعُ وَالْقَحْطُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنُ قُتَيْبَةَ : الرَّحْمَةُ: النِّعْمَةُ، وَالسَّيِّئَةُ: الْمُصِيبَةُ . قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: وَهَذَا الْفَرَحُ الْمَذْكُورُ هَاهُنَا، هُوَ فَرَحُ الْبَطَرِ الَّذِي لَا شُكْرَ فِيهِ، وَالْقُنُوطُ: الْيَأْسُ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ، وَهُوَ خِلَافُ وَصْفِ الْمُؤْمِنُ، فَإِنَّهُ يَشْكُرُ عِنْدَ النِّعْمَةِ، وَيَرْجُو عِنْدَ الشِّدَّةِ; وَقَدْ شَرَحْنَاهُ فِي (بَنِي إِسْرَائِيلَ: 26) إِلَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=38ذَلِكَ يَعْنِي إِعْطَاءَ الْحَقِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=38خَيْرٌ أَيْ: أَفْضُلُ مِنَ الْإِمْسَاكِ
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=38لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ أَيْ: يَطْلُبُونَ بِأَعْمَالِهِمْ ثَوَابَ اللَّهِ .