1742 - ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى ... ... ... ...
أجاز ذلك إلا أن هذا غير مقيس، إذ لا تحذف "أن" عند البصريين إلا في مواضع محفوظة. وقرأ ابن عطية، قتادة "يسرعون" من أسرع. و "يقولون" في محل نصب على الحال من فاعل "يسارعون"، و "نخشى" في محل نصب بالقول، و والأعمش: "أن تصيبنا" في محل نصب بالمفعول؛ أي: نخشى إصابتنا. والدائرة صفة غالبة لا يذكر موصوفها، والأصل: داورة؛ لأنها من دار يدور. قوله: "أن يأتي" في محل نصب؛ إما على الخبر لـ "عسى"، وهو رأي وإما على أنها مفعول به، وهو رأي الأخفش، لئلا يلزم الإخبار عن الجثة بالحدث في قولك: عسى زيد أن يقوم، وأجاز سيبويه؛ أن يكون أبو البقاء "أن يأتي" في محل رفع على البدل من اسم "عسى"، وفيه نظر. [ ص: 301 ]
قوله: "فيصبحوا" فيه وجهان، أظهرهما: أنه منصوب عطفا على "يأتي" المنصوب بـ "أن"، والذي سوغ ذلك وجود الفاء السببية، ولولاها لم يجز ذلك؛ لأن المعطوف على الخبر خبر، و "أن يأتي" خبر "عسى"، وفيه راجع عائدة على اسمها، وقوله: "فيصبحوا" ليس فيه ضمير يعود على اسمها، فكان من حق المسألة الامتناع، لكن الفاء للسببية، فجعلت الجملتين كالجملة الواحدة، وذلك جار في الصلة نحو: الذي يطير فيغضب زيد الذباب، والصفة نحو: مررت برجل يبكي فيضحك عمرو، والخبر نحو: زيد يبكي فيضحك خالد، ولو كان العاطف غير الفاء لم يجز ذلك. والثاني: أنه منصوب بإضمار "أن" بعد الفاء في جواب التمني، قالوا: لأن "عسى" تمن وترج في حق البشر. و "على ما أسروا" متعلق بـ "نادمين"، و "نادمين" خبر "أصبح".