والتيه: الحيرة، ومنه: أرض تيهاء؛ لحيرة سالكها، قال:
1715 - بتيهاء قفر والمطي كأنها قطا الحزن قد كانت فراخا بيوضها
ويقال: "تاه يتيه، وهو أتيه منه، وتاه يتوه، وهو أتوه منه"، فقول من قال: "يتيه، وتوهته" من التداخل، ومثله: "طاح" في كونه سمع في عينه الوجهان، وأن فيه التداخل أيضا، فإن من قال: "يطيح"، قال: طوحته، وهو أطوح منه.
والأسى: الحزن، يقال: أسي - بكسر العين - يأسى، بفتحها. ولام الكلمة تحتمل أن تكون من واو، وهو الظاهر، لقولهم: رجل أسوان، بزنة سكران؛ أي: كثير الحزن، وقالوا في تثنية الأسى: أسوان، وإنما قلبت الواو في "أسي" ياء لانكسار ما قبلها، ويحتمل أن تكون ياء، فقد حكي: رجل أسيان؛ أي: كثير الحزن، فتثنيته على هذا: أسيان.
وعادة الناس يسألون هنا سؤالا، وهو: - كما قال - كيف نوفق بين قوله تعالى: الزمخشري "فإنها محرمة عليهم"، بين قوله: "التي كتب الله لكم" ؟ وأجاب بوجهين، أحدهما: أن يكون كتبها لهم بشرط أن يجاهدوا، فلم [ يجاهدوا ]، والثاني: أن التحريم كان مؤقتا بمدة الأربعين، فلما انتهت دخلوها.