1668 - طها هذربان قل تغميض عينه على دبة مثل الخنيف المرعبل
وفي حديث "اتبعوا دبة قريش"؛ أي: طريقها، فالمعنى على هذه القراءة: أن يأخذ بهم تارة دبة، وتارة دبة أخرى، فيتبعون متحيرين غير ماضين على طريق واحد. ابن عباس:
ومذبذب وشبهه، نحو: "مكبكب، ومكفكف" مما ضعف أوله وثانيه، وصح المعنى بإسقاط ثالثه فيه مذاهب، أحدهما: - وهو قول جمهور البصريين - أن الكل أصول؛ لأن أقل البنية ثلاثة أصول، وليس أحد المكررين أولى بالزيادة من الآخر. الثاني: - ويعزى - أن ما صح إسقاطه زائدة. الثالث: - وهو قول الكوفيين - أن الثالث بدل من تضعيف الثاني، ويزعمون أن أصل كفكف: "كفف" بثلاث فاءات، وذبذب: "ذبب" بثلاث باءات، فاستثقل توالي [ ص: 129 ] ثلاثة أمثال، فأبدلوا الثالث من جنس الأول، ولهذه المذاهب موضوع غير هذا حررت مباحثهم فيه، أما إذا لم يصح المعنى بحذف الثالث، نحو: "سمسم، ويؤيؤ، ووعوع"، فإن الكل يزعمون أصالة الجميع. والذبذبة في الأصل: الاضطراب والتردد بين حالتين. قال للزجاج النابغة:
1669 - ألم تر أن الله أعطاك سورة ترى كل ملك دونها يتذبذب
1670 - خيال لأم السلسبيل ودونها مسيرة شهر للبعير المذبذب
و "بين" معمول لقوله: "مذبذبين"، و "ذلك" إشارة إلى الكفر والإيمان المدلول عليهما بذكر الكافرين والمؤمنين، ونحو: [ ص: 130 ]
1671 - إذا نهي السفيه جرى إليه ... ... ... ...
أي: إلى السفه؛ لدلالة لفظ السفيه عليه. وقال أشير إليه، وإن لم يجز له ذكر لتضمن الكلام له، نحو: ابن عطية: حتى توارت بالحجاب ، كل من عليها فان ، يعني: توارت الشمس، وكل من على الأرض. قال الشيخ: وليس كذلك، بل تقدم ما يدل عليه. وذكر ما قدمته. وأشير بـ "ذلك"، وهو مفرد لاثنين لما تقدم في قوله: عوان بين ذلك ، قوله: لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ، "إلى" في الموضعين متعلقة بمحذوف، وذلك المحذوف هو حال حذف لدلالة المعنى عليه، والتقدير: مذبذبين لا منسوبين إلى هؤلاء ولا منسوبين إلى هؤلاء، فالعامل في الحال نفس "مذبذبين". قال وموضع "لا إلى هؤلاء" نصب على الحال من الضمير في مذبذبين؛ أي: يتذبذبون متلونين. وهذا تفسير معنى لا إعراب. أبو البقاء: