1651 - فتخبره بأن العقل عندي جراز لا أفل ولا أنيث
والثالث: أنه مفرد؛ أي: يكون من الصفات التي جاءت على فعل، نحو: امرأة حنث. والرابعة: - وبها قرأ سعد بن أبي وقاص، وابن عمر، -: "وثنا" بفتح الواو والثاء على أنه مفرد يراد به الجمع. والخامسة - وبها قرأ وأبو الجوزاء سعيد بن المسيب، ومسلم بن جندب، أيضا -: "أثنا" بضم الهمزة والثاء، وفيها وجهان، أظهرهما: أنه جمع وثن، نحو: "أسد وأسد"، ثم قلب الواو همزة لضمها ضما لازما، والأصل: "وثن" ثم أثن. والثاني: أن "وثنا" المفرد جمع على "وثان"، نحو: جمل وجمال، وجبل وجبال، ثم جمع "وثان" على "وثن"، نحو: حمار وحمر، ثم قلبت الواو همزة لما تقدم، فهو جمع الجمع. وقد رد ابن عطية هذا الوجه بأن فعالا جمع كثرة، وجموع الكثرة لا تجمع ثانيا، إنما يجمع من الجموع ما كان من جموع القلة. وفيه مناقشة من حيث إن الجمع لا يجمع إلا شاذا، سواء كان من جموع القلة أم من غيرها. والسادسة - وبها قرأ وابن عباس -: "وثنا" وهي أصل القراءة التي قبلها. والسابعة والثامنة: "أثنا ووثنا" بسكون الثاء مع الهمزة والواو، وهي تخفف فعل كسقف. والتاسعة - وبها قرأ أيوب السختياني أبو السوار، [ ص: 93 ] وكذا وجدت في مصحف "إلا أوثانا"، جمع "وثن"، نحو: جمل وأجمال، وجبل وأجبال. وسميت أصنامهم إناثا؛ لأنهم كانوا يلبسونها أنواع الحلي ويسمونها بأسماء المؤنثات، نحو: اللات والعزى ومناة. وقد رد هذا بأنهم كانوا يسمون بأسماء الذكور، نحو: هبل وذي الخلصة، وفيه نظر؛ لأن الغالب تسميتهم بأسماء الإناث. و "مريدا" فعيل من "مرد"؛ أي: تجرد للشر، ومنه: "شجرة مرداء"؛ أي: تناثر ورقها، ومنه: "الأمرد" لتجرد وجهه من الشعر، والصرح الممرد الذي لا يعلوه غبار من ذلك. وقرأ عائشة: - ويروى عن أبو رجاء -: "تدعون" بالخطاب. عاصم
قوله: "لعنه الله" فيه وجهان، أظهرهما: أن الجملة صفة لـ "شيطانا"، فهي في محل نصب. والثاني: أنها مستأنفة؛ إما إخبار بذلك، وإما دعاء عليه. وقوله: "وقال" فيه ثلاثة أوجه: الصفة أيضا، أو الحال على إضمار "قد"؛ أي: وقد قال، أو على الاستئناف. و "لأتخذن" جواب قسم محذوف. و "من عبادك" يجوز أن يتعلق بالفعل قبله، أو بمحذوف على أنه حال من "نصيبا"؛ لأنه في الأصل صفة نكرة قدم عليها.