4416-. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . فثوب لبست وثوب أجر
[ ص: 575 ] ويكون "ناظرة" نعتا لوجوه، أو خبرا ثانيا، أو خبرا لمبتدأ محذوف. و"إلى ربها" متعلق بـ "ناظرة" كما تقدم. وقال وابتدأ بالنكرة لأنها تخصصت بقوله "يومئذ". وقال ابن عطية: : "وجاز الابتداء هنا بالنكرة لحصول الفائدة". قلت: أما قول أبو البقاء ففيه نظر; لأن قوله: "تخصصت بقوله: يومئذ"، هذا التخصيص: إما لكونها عاملة فيه، وهو محال; لأنها جامدة، وإما لأنها موصوفة به وهو محال أيضا; لأن الجثث لا توصف بالزمان كما لا يخبر به عنها. وأما قول ابن عطية فإن أراد بحصول الفائدة ما قدمته من التفصيل فصحيح، وإن عنى ما عناه أبي البقاء فليس بصحيح لما عرفته. ابن عطيةالثالث: أن يكون "وجوه" مبتدأ، و"يومئذ" خبره، قاله . وهذا غلط محض من حيث المعنى، ومن حيث الصناعة. أما المعنى فلا فائدة في الإخبار عنها بذلك. وأما الصناعة فلأنه لا يخبر بالزمان عن الجثث، وإن ورد ما ظاهره ذلك تؤول نحو: "الليلة الهلال". أبو البقاء
الرابع: أن يكون "وجوه" مبتدأ و"ناضرة" خبره، و إلى ربها ناظرة جملة في موضع خبر ثان، قاله وفيه نظر; لأنه لا ينعقد منهما كلام، إذ الظاهر تعلق "إلى" بـ "ناظرة"، اللهم إلا أن يعني أن "ناظرة" خبر لمبتدأ مضمر، أي: هي ناظرة إلى ربها، وهذه الجملة خبر ثان. وفيه تعسف. [ ص: 576 ] الخامس: أن يكون الخبر لوجوه مقدرا، أي: وجوه يومئذ ثم، و"ناضرة" صفة، وكذلك "ناظرة"، قاله ابن عطية. . وهو بعيد لعدم الحاجة إلى ذلك. ولا أدري ما الذي حملهم على هذا مع ظهور الوجه الأول وخلوصه من هذه التعسفات؟ وكون "إلى" حرف جر، و"ربها" مجرورا بها هو المتبادر للذهن. أبو البقاء
وقد خرجه بعض المعتزلة: على أن تكون "إلى" اسما مفردا بمعنى النعمة مضافا إلى الرب، ويجمع على "آلاء" نحو: " فبأي آلاء ربكما تكذبان " وقد تقدم أن فيه لغات أربعا، و "ربها" خفض بالإضافة، و"إلى" مفعول مقدم ناصبه "ناظرة" بمعنى منتظرة. والتقدير: وجوه ناضرة منتظرة نعمة ربها. وهذا فرار من إثبات النظر لله تعالى على معتقدهم.
تمحل لمذهب المعتزلة بطريق أخرى من جهة الصناعة النحوية فقال - بعد أن جعل التقديم في "إلى ربها" مؤذنا بالاختصاص - والذي يصح معه أن يكون من قول الناس: "أنا إلى فلان ناظر ما يصنع بي"، يريد معنى التوقع والرجاء. ومنه قول القائل: والزمخشري
4417- وإذا نظرت إليك من ملك والبحر دونك زدتني نعما
وسمعت سروية مستجدية بمكة وقت الظهر حين يغلق الناس [ ص: 577 ] أبوابهم ويأوون إلى مقايلهم تقول: "عيينتي ناظرة إلى الله وإليكم" والمعنى: أنهم لا يتوقعون النعمة والكرامة إلا من ربهم. قلت: وهذا كالحوم على قول من يقول: إن "ناظرة" بمعنى منتظرة. إلا أن قد رد هذا القول فقال: ودخول "إلى" مع النظر يدل على أنه نظر العين، وليس من الانتظار، ولو كان من الانتظار لم تدخل معه "إلى"; ألا ترى أنك لا تقول: انتظرت إلى زيد، وتقول: نظرت إلى زيد، فـ "إلى" تصحب نظر العين لا تصحب نظر الانتظار، فمن قال: إن "ناظرة" بمعنى منتظرة فقد أخطأ في المعنى وفي الإعراب، ووضع الكلام في غير موضعه. مكيا
والنضرة: طراوة البشرة وجمالها، وذلك من أثر النعمة، يقال: نضر وجهه فهو ناضر. وقال بعضهم: مسلم أنه من نظر العين، إلا أن ذلك على حذف مضاف، أي: ثواب ربها، ونحوه. قال "لو جاز هذا لجاز: نظرت إلى زيد، أي: إلى عطاء زيد. وفي هذا نقض لكلام العرب وتخليط في المعاني". ونضره الله ونضره مخففا ومثقلا، أي: حسنه ونعمه، وفي الحديث: مكي: يروى بالوجهين. وقيل للذهب: "نضار" من ذلك. ويقال له: النضر أيضا، وأخضر ناضر، كـ أسود حالك، وقدح نضار ونضار، يروى بالإتباع والإضافة. "نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها، فأداها كما سمعها"،
والعامة على "ناضرة" بألف. وقرأ "نضرة" بدونها، كفرح فهو فرح. زيد بن علي