آ. (3) قوله: من الله : يجوز أن يتعلق بـ "دافع" بمعنى: ليس له دافع من جهته إذا جاء وقته، وأن يتعلق بـ "واقع" وبه بدأ ، أي: واقع من عنده. وقال الزمخشري : "ولم يمنع النفي من ذلك; لأن "ليس" فعل"، كأنه استشعر أن ما قبل النفي لا يعمل فيما بعده، فأجاب: بأن النفي لما كان فعلا ساغ ذلك. [ ص: 450 ] وقال الشيخ : "والأجود أن يكون أبو البقاء "من الله" متعلقا بـ "واقع"، و "ليس له دافع" جملة اعتراض بين العامل ومعموله". انتهى. وهذا إنما يأتي على القول بأن الجملة مستأنفة، لا صفة لـ "عذاب" وهو غير الظاهر، كما تقدم لأخذ الكلام بعضه بحجزة بعض.
قوله: ذي صفقة لـ "الله". والعامة "تعرج" بالتاء من فوق. بالياء من تحت وهما كقراءتي "فناداه الملائكة"، و"فنادته" و"توفته". وأدغم والكسائي الجيم في التاء، واستضعفها بعضهم: من حيث إن مخرج الجيم بعيد من مخرج التاء. وأجيب عن ذلك: بأنها قريبة من الشين; لأن النفس الذي في الشين يقربها من مخرج التاء، الجيم تدغم في الشين لما بينهما من التقارب في المخرج والصفة، كما تقدم في أبو عمرو أخرج شطأه فحمل الإدغام في التاء على الإدغام في الشين; لما بين الشين والتاء من التقارب. وأجيب أيضا: بأن الإدغام يكون لمجرد الصفات، وإن لم يتقاربا في المخرج، والجيم تشارك التاء في الاستفال والانفتاح والشدة. وتقدم الكلام على المعارج في الزخرف.