قوله: عن ساق ، أي: تكشف عن ساقها; ولذلك قال : وتكشف بالتاء مبنيا للفاعل والمفعول جميعا. والفعل [ ص: 417 ] للساعة، أو للحال، أي: تشتد الحال أو الساعة. وقرئ "يكشف" بضم الياء أو التاء وكسر الشين، من "أكشف" إذا دخل في الكشف. وأكشف الرجل: إذا انقلبت شفته العليا لانكشاف ما تحتها. وكشف الساق كناية عن الشدة، لا يمتري في ذلك من ذاق طعم الكلام، وسمع قول الزمخشري العرب في نظمها ونثرها. قال الراجز:
4309 - عجبت من نفسي ومن إشفاقها ومن طرادي الطير عن أرزاقها في سنة قد كشفت عن ساقها
حمراء تبري اللحم عن عراقها
وقال حاتم الطائي:
4310 - أخو الحرب إن عضت به الحرب عضها وإن شمرت عن ساقها الحرب شمرا
وقال آخر:
4311- كشفت لهم عن ساقها وبدا من الشر الصراح
4312 - قد شمرت عن ساقها فشدوا وجدت الحرب بكم فجدوا
وقال آخر:
4313 - صبرا أمام إنه شر باق وقامت الحرب بنا على ساق
قال : الكشف عن الساق والإبداء عن الخدام مثل في شدة الأمر وصعوبة الخطب. وأصله في الروع والهزيمة وتشمير المخدرات عن سوقهن في الحرب، وإبداء خدامهن عند ذلك. الزمخشري
وقال ابن قيس الرقيات:
4314 - تذهل الشيخ عن بنيه وتبدي عن خدام العقيلة العذراء
انتهى، وما أحسن ما أبدى وجه علاقة هذا المجاز فلله دره. وما أورده أهل التفسير فإنه مؤول وكذلك حديث أبو القاسم [ ص: 419 ] ونحوه. قال ابن مسعود : "ومن أحس بمضار فقد هذا العلم علم مقدار عظم منافعه". انتهى. ويعني علم البيان. الزمخشري