4292 - تشببي تشبب النميمه تمشي بها زهرا إلى تميمه
[ ص: 404 ] والمشاء: مثال مبالغة من المشي، أي: يكثر السعاية بين الناس. والعتل: الذي يعتل الناس، أي: يحملهم ويجرهم إلى ما يكرهون من حبس وضرب. ومنه خذوه فاعتلوه . وقيل: العتل: الشديد الخصومة. وقال "هو الفاحش اللئيم"، وأنشد: أبو عبيدة:
4293- بعتل من الرجال زنيم غير ذي نجدة وغير كريم
وقيل: "الغليظ الجافي". ويقال: عتلته وعتنته باللام والنون، نقله والزنيم: الدعي ينسب إلى قوم ليس منهم. قال يعقوب. حسان:
4294 - زنيم تداعاه الرجال زيادة كما زيد في عرض الأديم الأكارع
وقال أيضا:
4295 - وأنت زنيم نيط في آل هاشم كما نيط خلف الراكب القدح الفرد
[ ص: 405 ] وأصله من الزنمة: وهي ما بقي من جلد الماعز معلقا في حلقها يترك عند القطع فاستعير للدعي لأنه كالمعلق بما ليس منه. وقرأ "عتل" بالرفع على: هو عتل. وحقه أن يقرأ ما بعده بالرفع أيضا، لأنهم قالوا في القطع: إنه يبدأ بالإتباع ثم بالقطع من غير عكس. وقوله "بعد ذلك"، أي: بعدما وصفناه به. قال الحسن "فهذا الترتيب إنما هو في قول الواصف لا في حصول تلك الصفات في الموصوف، وإلا فكون عتلا هو قبل كونه صاحب خير يمنعه". وقال ابن عطية: : "بعد ذلك، بعد ما عد له من المثالب والنقائص"، ثم قال: "جعل جفاءه ودعوته أشد معايبة; لأنه إذا غلظ وجفا طبعه قسا قلبه واجترأ على كل معصية". الزمخشري