واختار الشيخ أن يكون "بنعمة" قسما معترضا به بين المحكوم عليه والحكم على سبيل التأكيد والتشديد والمبالغة في انتفاء الوصف الذميم. وقال ابن عطية: "بنعمة ربك" اعتراض كما تقول للإنسان: "أنت بحمد الله فاضل" قال: ولم يبين ما تتعلق به الباء في "بنعمة". قلت: والذي تتعلق به الباء في هذا النحو معنى مضمون الجملة نفيا وإثباتا، كأنه قيل: انتفى عنك ذلك بحمد الله، والباء سببية، وثبت لك الفضل بحمد الله تعالى، وأما المثال الذي ذكره فالباء تتعلق فيه بلفظ "فاضل". وقد نحا صاحب "المنتخب" إلى هذا فقال: المعنى: انتفى عنك الجنون بنعمة ربك. وقيل: معناه: ما أنت بمجنون، والنعمة لربك، [ ص: 401 ] كقولهم: "سبحانك اللهم وبحمدك"، أي: والحمد لله. ومنه قول لبيد:
4291 - وأفردت في الدنيا بفقد عشيرتي وفارقني جار بأربد نافع
أي: وهو أربد. وهذا ليس بتفسير إعراب بل تفسير معنى.