[ ص: 377 ] سورة الملك
بسم الله الرحمن الرحيم
آ. (2) قوله: ليبلوكم : متعلق بـ "خلق" وقوله: "أيكم أحسن" قد تقدم مثله في أول هود. وقال هنا: فإن قلت: من أين تعلق قوله: الزمخشري أيكم أحسن عملا بفعل البلوى؟ قلت: من حيث إنه تضمن معنى العلم، فكأنه قيل: ليعلمكم أيكم أحسن عملا. وإذا قلت: علمته: أزيد أحسن عملا أم هو؟ كانت هذه الجملة واقعة موقع الثاني من مفعوليه، كما تقول: علمته هو أحسن عملا. فإن قلت: أتسمي هذا تعليقا؟ قلت: لا، إنما التعليق، أن يقع بعده ما يسد مسد المفعولين جميعا، كقولك: علمت أيهما عمرو، وعلمت أزيد منطلق؟ . ألا ترى أنه لا فصل بعد سبق أحد المفعولين بين أن يقع ما بعده مصدرا بحرف الاستفهام وغير مصدر به. ولو كان تعليقا لافترقت الحالتان كما افترقتا في قولك: علمت أزيد منطلق، وعلمت زيدا منطلقا.
قلت: وهذا الذي منع تسميته تعليقا سماه به غيره، ويجعلون تلك الجملة في محل ذلك الاسم الذي يتعدى إليه ذلك الفعل، فيقولون في "عرفت أيهم منطلق": إن الجملة الاستفهامية في محل نصب لسدها مسد [ ص: 378 ] مفعول "عرفت" وفي "نظرت أيهم منطلق": إن الجملة في محل نصب على إسقاط الخافض; لأن "نظر" يتعدى به.