4238 - حتى شآها كليل موهنا عمل باتت طرابا وبات الليل لم ينم
ورد عليه: بأن "موهنا" ظرف زمان، والظروف تعمل فيها روائح الأفعال. وللكلام في المسألة موضع هو أليق به من هنا ولكن المعنى يأبى ما قاله مكي.
وقرأ العامة: "أمهاتهم" بالنصب على اللغة الحجازية الفصحى كقوله: ما هذا بشرا في رواية بالرفع على اللغة [ ص: 263 ] التميمية، وإن كانت هي القياس لعدم اختصاص الحرف. وقرأ وعاصم "بأمهاتهم" بزيادة الباء، وهي تحتمل اللغتين. وقال عبد الله : "وزيادة الباء في لغة من ينصب". قلت: هذا هو مذهب الزمخشري يرى أن الباء لا تزاد إلا إذا كانت "ما" عاملة فلا تزاد في التميمية ولا في الحجازية إذا منع من عملها مانع نحو: "ما إن زيد بقائم". وهذا مردود بقول الفرزدق وهو تميمي: أبي علي،
4239 - لعمرك ما معن بتارك حقه ولا منسئ معن ولا متيسر
وبقول الآخر:
4240 - لعمرك ما إن أبو مالك بواه ولا بضعيف قواه
فزادها مع "ما" الواقع بعدها "إن".
قوله: منكرا من القول وزورا نعتان لمصدر محذوف أي: قولا منكرا، وزورا أي: كذبا وبهتانا قاله وفيه نظر; إذ يصير [ ص: 264 ] التقدير: ليقولون قولا منكرا من القول، فيصير قوله "من القول" لا فائدة فيه. والأولى أن يقال: نعتان لمفعول محذوف لفهم المعنى أي: ليقولون شيئا منكرا من القول لتفيد الصفة غير ما أفاده الموصوف. مكي