4149 - وشباب حسن أوجههم من إياد بن نزار بن معد
وقال آخر: [ ص: 126 ]
4150 - يرمي الفجاج بها الركبان معترضا أعناق بزلها مرخى لها الجدل
وأما الثانية فجاءت على لغة طيئ يقولون: أكلوني البراغيث. وقد تقدم القول في هذا مشبعا في المائدة والأنبياء. ومثله قول الآخر:
4151 - بمطرد لدن صحاح كعوبه وذي رونق عضب يقد القوانسا
وقيل: وجمع التكسير في اللغة في مثل هذا أكثر من الإفراد. وقرأ أبي "خاشعة" على تخشع هي. وقال وعبد الله : "وخشعا على: تخشعن أبصارهم، وهي لغة من يقول: أكلوني البراغيث وهم طيئ"، قال الشيخ : ولا يجري جمع التكسير مجرى جمع السلامة، فيكون على تلك اللغة النادرة القليلة. وقد نص الزمخشري على أن جمع التكسير في كلام العرب أكثر، فكيف يكون أكثر، ويكون على تلك اللغة [ ص: 127 ] النادرة القليلة؟ وكذا قال سيبويه حين ذكر الإفراد مذكرا ومؤنثا وجمع التكسير، قال: "لأن الصفة متى تقدمت على الجماعة جاز فيها جميع ذلك، والجمع موافق للفظها فكان أشبه". قال الشيخ : وإنما يخرج على تلك اللغة إذا كان الجمع جمع سلامة نحو: "مررت بقوم كريمين آباؤهم"، الفراء قاس جمع التكسير على جمع السلامة وهو قياس فاسد يرده النقل عن العرب: أن جمع التكسير أجود من الإفراد، كما ذكره والزمخشري ، ودل عليه كلام سيبويه قلت: قد خرج الناس قول الفراء. امرئ القيس:
4152 - وقوفا بها صحبي علي مطيهم يقولون: لا تهلك أسى وتجمل
على أن "صحبي" فاعل بـ "وقوفا" وهو جمع واقف في أحد القولين في "وقوفا". وفي انتصاب خاشعا وخشعا وخاشعة أوجه، أحدها: أنه مفعول به وناصبه "يدع الداع" وهو في الحقيقة لموصوف محذوف تقديره: فريقا خاشعا، أو فوجا خاشعا. والثاني: أنه حال من فاعل "يخرجون" المتأخر عنه. ولما كان العامل متصرفا جاز تقدم الحال عليه، وهو رد على الجرمي حيث زعم أنه لا يجوز. ورد عليه أيضا بقول العرب: "شتى تؤوب الحلبة"، فـ "شتى" حال من "الحلبة" وقال الشاعر:
[ ص: 128 ]
4153 - سريعا يهون الصعب عند أولي النهى إذا برجاء صادق قابلوا البأسا
الثالث: أنه حال من الضمير في "عنهم" ولم يذكر غيره. مكي
الرابع: أنه حال من مفعول "يدعو" المحذوف تقديره: يوم يدعوهم الداعي خشعا، فالعامل فيها "يدعو"، قاله . وهو تكلف ما لا حاجة إليه. أبو البقاء
وارتفع "أبصارهم" على وجهين: إما الفاعلية بالصفة قبله وهو الظاهر، وإما على البدل من الضمير المستتر في "خشعا" لأن التقدير: خشعا هم. وهذا إنما يتأتى على قراءة "خشعا" فقط.
وقرئ "خشع أبصارهم" على أن خشعا خبر مقدم و"أبصارهم" مبتدأ. والجملة في محل نصب على الحال وفيه الخلاف المذكور من قبل كقوله:
4154 -. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وجدته حاضراه الجود والكرم
قوله: يخرجون يجوز أن يكون حالا من الضمير في "أبصارهم"، [ ص: 129 ] وأن يكون مستأنفا. والأجداث: القبور. وقد تقدم ذكره في سورة يس.
قوله: كأنهم جراد هذه الجملة يجوز أن تكون حالا من فاعل "يخرجون" أو مستأنفة. و مهطعين حال أيضا من اسم كان أو من فاعل "يخرجون" عند من يرى تعدد الحال. قال : "ومهطعين" حال من الضمير في أبو البقاء "منتشر" عند قوم. وهو بعيد; لأن الضمير في "منتشر" للجراد، وإنما هو حال من فاعل "يخرجون" أو من الضمير المحذوف. انتهى. وهو اعتراض حسن على هذا القول.
والإهطاع: الإسراع وأنشد:
4155 - بدجلة دارهم ولقد أراهم بدجلة مهطعين إلى السماع
وقيل: الإسراع مع مد العنق. وقيل: النظر. وأنشد:
4156 - تعبدني نمر بن سعد وقد أرى ونمر بن سعد لي مطيع ومهطع
وقد تقدم الكلام على هذه المادة في سورة إبراهيم.
[ ص: 130 ] قوله: يقول الكافرون قال : حال من الضمير في أبو البقاء "مهطعين". وفيه نظر من حيث خلو الجملة من رابط يربطها بذي الحال. وقد يجاب عنه: بأن "الكافرون" هم الضمير في المعنى، فيكون من باب الربط بالاسم الظاهر عند من يرى ذلك، كأنه قيل: يقولون هذا. وإنما أبرزهم تشنيعا عليهم بهذه الصفة القبيحة.