آ . (35) قوله : فاصبر : الفاء عاطفة هذه الجملة على ما تقدم ، والسببية فيها ظاهرة .
قوله : " من الرسل " يجوز أن تكون تبعيضية ، وعلى هذا فالرسل أولو عزم وغير أولي عزم . ويجوز أن تكون للبيان ، فكلهم على هذا أولو عزم .
قوله : " بلاغ " العامة على رفعه . وفيه وجهان ، أحدهما : أنه خبر مبتدأ محذوف ، فقدره بعضهم : تلك الساعة بلاغ ، لدلالة قوله : إلا ساعة من نهار وقيل : تقديره هذا أي : القرآن والشرع بلاغ . والثاني : أنه مبتدأ ، والخبر قوله : " لهم " الواقع بعد قوله : " ولا تستعجل " أي : لهم بلاغ ، فيوقف على " فلا تستعجل " . وهو ضعيف جدا للفصل بالجملة التشبيهية ، لأن الظاهر تعلق " لهم " بالاستعجال ، فهو يشبه التهيئة والقطع . وقرأ زيد بن علي والحسن " بلاغا " نصبا على المصدر أي : بلغ بلاغا ، ويؤيده قراءة وعيسى أبي مجلز " بلغ " أمرا . وقرأ أيضا " بلغ " فعلا ماضيا .
[ ص: 682 ] ويؤخذ من كلام أنه يجوز نصبه نعتا لـ " ساعة " فإنه قال : " ولو قرئ " بلاغا " بالنصب على المصدر أو على النعت لـ " ساعة " جاز " . قلت : قد قرئ به وكأنه لم يطلع على ذلك . مكي
وقرأ " " أيضا " بلاغ " بالجر . وخرج على الوصف لـ " نهار " على حذف مضاف أي : من نهار ذي بلاغ ، أو وصف الزمان بالبلاغ مبالغة . الحسن
قوله : " يهلك " العامة على بنائه للمفعول . وابن محيصن " يهلك " بفتح الياء وكسر اللام مبنيا للفاعل . وعنه أيضا فتح اللام وهي لغة . والماضي هلك بالكسر . قال : " كل مرغوب عنها " . ابن جني بضم الياء وكسر اللام والفاعل الله تعالى . " القوم الفاسقين " نصبا على المفعول به . و " نهلك " بالنون ونصب " القوم " . وزيد بن ثابت
[تمت بعون الله سورة الأحقاف ]