[ ص: 541 ] قوله : " ومن حولها " عطف على " أهل " المقدر قبل " أم القرى " أي : لتنذر أهل أم القرى ومن حولها . والمفعول الثاني محذوف أي : العذاب . وقرئ " لينذر " بالياء من تحت أي : القرآن . وقوله : وتنذر يوم الجمع هو المفعول الثاني . والأول محذوف أي : وتنذر الناس عذاب يوم الجمع ، فحذف المفعول الأول من الإنذار الثاني ، كما حذف المفعول الثاني من الإنذار الأول .
قوله : لا ريب فيه إخبار فهو مستأنف . ويجوز أن يكون حالا من " يوم الجمع " ، وجعله اعتراضا وهو غير ظاهر صناعة ; إذ لم يقع بين متلازمين . الزمخشري
قوله : " فريق " العامة على رفعه بأحد وجهين : إما الابتداء ، وخبره الجار بعده . وساغ هذا في النكرة لأنه مقام تفصيل كقوله :
3965 - ... ... ... ... فثوب لبست وثوب أجر
ويجوز أن يكون الخبر مقدرا ، تقديره : منهم فريق . وساغ الابتداء بالنكرة لشيئين : تقديم خبرها جارا ومجرورا ، ووصفها بالجار بعدها . والثاني : أنه خبر ابتداء مضمر أي : هم ، أي : المجموعون دل على ذلك قوله : " يوم الجمع " .
وقرأ " فريقا ، وفريقا " نصبا على الحال من جملة محذوفة [ ص: 542 ] أي : افترقوا أي : المجموعون . وقال زيد بن علي : " وأجاز مكي الكسائي النصب في الكلام في " فريقا " على معنى : تنذر فريقا في الجنة وفريقا في السعير يوم الجمع " . قلت : قد تقدم أن والفراء قرأ بذلك ، فكأنه لم يطلع على أنها قراءة ; بل ظاهر نقله عن هذين الإمامين أنهما لم يطلعا عليها ، وجعل " فريقا " مفعولا أول لـ " تنذر " و " يوم الجمع " مفعولا ثانيا . وفي ظاهره إشكال : وهو أن الإنذار لا يقع للفريقين ، وهما في الجنة ، وفي السعير ، إنما يكون الإنذار قبل استقرارهما فيهما . ويمكن أن يجاب عنه : بأن المراد من هو من أهل الجنة ومن أهل السعير ، وإن لم يكن حاصلا فيهما وقت الإنذار ، و " زيد بن علي في الجنة " صفة لـ " فريقا " أو متعلق بذلك المحذوف .