3890 - دعاني إليها القلب إني لأمرها سميع فما أدري أرشد طلابها
[ ص: 415 ] يريد : أم غي . والثاني : أن تكون الهمزة للنداء ، و " من " منادى ، ويكون المنادى هو النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو المأمور بقوله : قل هل يستوي الذين يعلمون كأنه قال : يا من هو قانت قل كيت وكيت ، كقول الآخر : 3891 - أزيد أخا ورقاء إن كنت ثائرا ... ... ... ...
وفيه بعد ، ولم يقع في القرآن نداء بغير يا حتى يحمل هذا عليه . وقد ضعف الشيخ هذا الوجه بأنه أيضا أجنبي مما قبله ومما بعده . قلت : قد تقدم أنه ليس أجنبيا مما بعده ; إذ المنادى هو المأمور بالقول . وقد ضعفه أيضا بقريب من هذا . وقد تجرأ على قارئ هذه القراءة الفارسي أبو حاتم . والأخفش
وأما القراءة الثانية فهي " أم " داخلة على " من " الموصولة أيضا فأدغمت الميم . وفي " أم " حينئذ قولان ، أحدهما : أنها متصلة ، ومعادلها محذوف تقديره : آلكافر خير أم الذي هو قانت . وهذا معنى قول . قال الشيخ : ويحتاج حذف المعادل إذا كان أول إلى سماع " . وقيل : [ ص: 416 ] تقديره : أمن يعصي أمن هو مطيع فيستويان . وحذف الخبر لدلالة قوله : الأخفش قل هل يستوي الذين يعلمون . والثاني : أنها منقطعة فتتقدر بـ بل والهمزة أي : بل أمن هو قانت كغيره أو كالكافر المقول له : تمتع بكفرك . وقال : " هي بمعنى بل ، و " من " بمعنى الذي تقديره : بل الذي هو قانت أفضل ممن ذكر قبله " . وانتقد عليه هذا التقدير : من حيث إن من تقدم ليس له فضيلة البتة حتى يكون هذا أفضل منه . والذي ينبغي أن يقدر : " بل الذي هو قانت من أصحاب الجنة" ; لدلالة ما لقسيمه عليه من قوله : أبو جعفر إنك من أصحاب النار . و " آناء " منصوب على الظرف . وقد تقدم اشتقاقه والكلام في مفرده .
قوله : " ساجدا وقائما " حالان . وفي صاحبهما وجهان ، الظاهر منهما : أنه الضمير المستتر في " قانت " . والثاني : أنه الضمير المرفوع بـ " يحذر " قدما على عاملهما . والعامة على نصبهما . وقرأ برفعهما على أحد وجهين : إما النعت لـ " الضحاك قانت " ، وإما أنهما خبر بعد خبر .
قوله : " يحذر " يجوز أن يكون حالا من الضمير في " قانت " وأن يكون حالا من الضمير في " ساجدا وقائما " ، وأن يكون مستأنفا جوابا لسؤال مقدر كأنه قيل : ما شأنه يقنت آناء الليل ويتعب نفسه ويكدها ؟ فقيل : يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه ، أي : عذاب الآخرة . وقرئ " إنما يذكر أولو " بإدغام التاء في الذال .
[ ص: 417 ]