آ . (2) قوله : بالحق : يجوز أن يتعلق بالإنزال أي : بسبب الحق ، وأن يتعلق بمحذوف على أنه حال من الفاعل أو المفعول وهو الكتاب ، أي : ملتبسين بالحق أو ملتبسا بالحق . وفي قوله : " إنا أنزلنا الكتاب " تكرير تعظيم بسبب إبرازه في جملة أخرى مضافا إنزاله إلى المعظم نفسه .
قوله : " مخلصا " حال من فاعل " اعبد " ، و " الدين " منصوب باسم الفاعل . والفاء في " فاعبد " للربط ، كقولك : " أحسن إليك فلان فاشكره " . والعامة على نصب " الدين " كما تقدم . ورفعه . وفيه وجهان ، [ ص: 407 ] أحدهما : أنه مرفوع بالفاعلية رافعه " ابن أبي عبلة مخلصا " ، وعلى هذا فلا بد من تجوز وإضمار . أما التجوز فإسناد الإخلاص للدين وهو لصاحبه في الحقيقة . ونظيره قولهم : شعر شاعر . وأما الإضمار فهو إضمار عائد على ذي الحال أي : مخلصا له الدين منك ، هذا رأي البصريين في مثل هذا . وأما الكوفيون فيجوز أن يكون عندهم أل عوضا من الضمير أي : مخلصا دينك . قال : " وحق لمن رفعه أن يقرأ " مخلصا " بفتح اللام لقوله تعالى : الزمخشري وأخلصوا دينهم لله حتى يطابق قوله : ألا لله الدين الخالص ، والخالص والمخلص واحد إلا أن يصف الدين بصفة صاحبه على الإسناد المجازي كقولهم : شعر شاعر " . والثاني : أن يتم الكلام على " مخلصا " وهو حال من فاعل " فاعبد " و " له الدين " مبتدأ وخبر ، وهذا قول . وقد رده الفراء ، وقال : " فقد جاء بإعراب رجع به الكلام إلى قولك : " الزمخشري لله الدين " ألا لله الدين الخالص قلت : وهذا الذي ذكره لا يظهر فيه رد على هذا الإعراب .
الزمخشري