بسم الله الرحمن الرحيم
قوله : تنزيل : فيه وجهان ، أحدهما : أنه خبر مبتدأ مضمر تقديره : هذا تنزيل . وقال الشيخ : " وأقول إنه خبر ، والمبتدأ " هو " ليعود على قوله : إن هو إلا ذكر للعالمين كأنه قيل : وهذا الذكر ما هو ؟ فقيل : هو تنزيل الكتاب " . الثاني : أنه مبتدأ ، والجار بعده خبره أي : تنزيل الكتاب كائن من الله . وإليه ذهب الزجاج . والفراء
قوله : " من الله " يجوز فيه أوجه ، أحدها : أنه مرفوع المحل خبرا لتنزيل ، كما تقدم تقريره . الثاني : أنه خبر بعد خبر إذا جعلنا " تنزيل " خبر مبتدأ مضمر كقولك : " هذا زيد من أهل العراق " . الثالث : أنه خبر مبتدأ مضمر أي : هذا تنزيل ، هذا من الله . الرابع : أنه متعلق بنفس " تنزيل " إذا جعلناه خبر مبتدأ مضمر . الخامس : أنه متعلق بمحذوف على أنه حال من " تنزيل " عمل فيه اسم الإشارة المقدر ، قاله . قال الشيخ : " ولا يجوز أن يكون حالا [ ص: 406 ] عمل فيها معنى الإشارة ; لأن معاني الأفعال لا تعمل إذا كان ما هي فيه محذوفا ; ولذلك ردوا على الزمخشري أبي العباس قوله في بيت : الفرزدق
3884 - ... ... ... ... وإذ ما مثلهم بشر
إن " مثلهم " منصوب بالخبر المحذوف وهو مقدر : وإذ ما في الوجود في حال مماثلتهم بشر . السادس : أنه حال من " الكتاب " قاله . وجاز مجيء الحال من المضاف إليه لكونه مفعولا للمضاف ; فإن المضاف مصدر مضاف لمفعوله . والعامة على رفع " تنزيل " على ما تقدم . وقرأ أبو البقاء زيد بن علي وعيسى بنصبه بإضمار فعل تقديره : الزم أو اقرأ ونحوهما . وابن أبي عبلة