وجوز ابن العلج أن يكون الخبر نكرة . وأيضا فإن المصدر المؤكد لا يجوز تقديمه على الجملة المؤكد هو لمضمونها . وهذا قد تقدم . وأما الثاني فمنصوب بـ " أقول " بعده . والجملة معترضة كما تقدم . وجوز أن يكون منصوبا على التكرير ، بمعنى أن الأول والثاني كليهما منصوبان بـ أقول . وسيأتي إيضاح ذلك في عبارته . الزمخشري
وقرأ عاصم برفع الأول ونصب الثاني . فرفع الأول من أوجه ، أحدها : أنه مبتدأ ، وخبره مضمر تقديره : فالحق مني ، أو فالحق أنا . الثاني : أنه مبتدأ ، خبره " لأملأن " قاله وحمزة . قال : " لأن المعنى : أن أملأ " . قال الشيخ : " وهذا ليس بشيء ; لأن لأملأن جواب قسم . ويجب أن يكون جملة فلا تتقدر بمفرد . وأيضا ليس مصدرا مقدرا بحرف مصدري والفعل حتى [ ص: 402 ] ينحل إليهما ، ولكنه لما صح له إسناد ما قدر إلى المبتدأ حكم أنه خبر عنه " قلت : وتأويل ابن عطية صحيح من حيث المعنى لا من حيث الصناعة . ابن عطية
الثالث : أنه مبتدأ ، خبره مضمر تقديره : فالحق قسمي ، و " لأملأن " جواب القسم كقوله : لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ولكن حذف الخبر هنا ليس بواجب ، لأنه ليس نصا في اليمين بخلاف لعمرك . ومثله قول امرئ القيس :
3882 - فقلت يمين الله أبرح قاعدا ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي
وأما نصب الثاني فبالفعل بعده . وقرأ ابن عباس ومجاهد برفعهما . فرفع الأول على ما تقدم ، ورفع الثاني بالابتداء ، وخبره الجملة بعده ، والعائد محذوف كقوله تعالى في قراءة والأعمش : " وكل وعد الله الحسنى " وقول ابن عامر أبي النجم :
3883 - قد أصبحت أم الخيار تدعي علي ذنبا كله لم أصنع
ويجوز أن يرتفع على التكرير عند وسيأتي . وقرأ الزمخشري الحسن بجرهما . وعيسى
وتخريجها : على أن الأول مجرور بواو القسم مقدرة أي : فوالحق والحق عطف عليه كقولك : والله والله لأقومن ، و " أقول " اعتراض بين القسم وجوابه . ويجوز أن يكون مجرورا على الحكاية . وهو منصوب المحل [ ص: 403 ] بـ " أقول " بعده . قال : " ومجرورين - أي وقرئا مجرورين - على أن الأول مقسم به قد أضمر حرف قسمه كقولك : " الله لأفعلن " والحق أقول أي : ولا أقول إلا الحق على حكاية لفظ المقسم به ، ومعناه التوكيد والتشديد . وهذا الوجه جائز في المرفوع والمنصوب أيضا ، وهو وجه حسن دقيق " انتهى . يعني أنه أعمل القول في قوله : " والحق " على سبيل الحكاية فيكون منصوبا بـ " أقول " سواء نصب أو رفع أو جر ، كأنه قيل : وأقول هذا اللفظ المتقدم مقيدا بما لفظ به أولا . الزمخشري
قوله : " أجمعين " فيه وجهان ، أظهرهما : أنه توكيد للضمير في " منك " و " لمن " عطف في قوله : " وممن تبعك " وجيء بأجمعين دون " كل " ، وقد تقدم أن الأكثر خلافه . وجوز أن يكون تأكيدا للضمير في " منهم " خاصة فقدر " لأملأن جهنم من الشياطين وممن تبعهم من جميع الناس لا تفاوت في ذلك بين ناس وناس " . الزمخشري