وقرأ الجحدري " لما " بتشديد الميم وفتح اللام ، وهي " لما " الظرفية عند ، وحرف وجوب لوجوب عند الفارسي . والمسجود له على هذا غير مذكور أي : ما منعك من السجود لما خلقت أي : حين خلقت لمن أمرتك بالسجود له . وقرئ " بيدي " بكسر الياء كقراءة حمزة " بمصرخي " وقد تقدم ما فيها . وقرئ " بيدي " بالإفراد . سيبويه
قوله : " أستكبرت " قرأ العامة بهمزة الاستفهام وهو استفهام توبيخ وإنكار . و " أم " متصلة هنا . هذا قول جمهور النحويين . ونقل عن بعض النحويين أنها لا تكون معادلة للألف مع اختلاف الفعلين ، وإنما تكون معادلة إذا دخلتا على فعل واحد كقولك : أقام زيد أم عمرو ، وأزيد قام أم عمرو ؟ وإذا اختلف الفعلان كهذه الآية فليست معادلة . وهذا الذي حكاه عن [ ص: 399 ] بعض النحويين مذهب فاسد ، بل جمهور النحاة على خلافه قال ابن عطية : " وتقول : " أضربت زيدا أم قتلته ؟ " فالبدء هنا بالفعل أحسن ; لأنك إنما تسأل عن أحدهما لا تدري أيهما كان ؟ ولا تسأل عن موضع أحدهما كأنك قلت : أي ذلك كان " انتهى . فعادل بها الألف مع اختلاف الفعلين . سيبويه
وقرأ جماعة - منهم ابن كثير ، وليست مشهورة عنه - " استكبرت " بألف الوصل ، فاحتملت وجهين ، أحدهما : أن يكون الاستفهام مرادا يدل عليه " أم " كقوله :
3879 - ... ... ... ... بسبع رمين الجمر أم بثمان
وقول الآخر :
3880 - تروح من الحي أم تبتكر ... ... ... ...
فتتفق القراءتان في المعنى ، واحتمل أن يكون خبرا محضا ، وعلى هذا فأم منقطعة لعدم شرطها .