وقرأ العامة " صال الجحيم " بكسر اللام ; لأنه منقوص مضاف حذفت لامه لالتقاء الساكنين ، وحمل على لفظ " من " فأفرد كما أفرد هو . وقرأ الحسن بضم اللام مع واو بعدها ، فيما نقله وابن أبي عبلة الهذلي عنهما ، عن وابن عطية . وقرآ بضمها مع عدم واو فيما نقل الحسن ابن خالويه عنهما وعن فقط ، فيما نقله الحسن الزمخشري وأبو الفضل . فأما مع الواو [ ص: 337 ] فإنه جمع سلامة بالواو والنون ، ويكون قد حمل على لفظ " من " أولا فأفرد في قوله " هو " ، وعلى معناها ثانيا فجمع في قوله : " صالو " وحذفت النون للإضافة . ومما حمل فيه على اللفظ والمعنى في جملة واحدة وهي صلة للموصول قوله تعالى : إلا من كان هودا أو نصارى فأفرد في " كان " وجمع في هودا . ومثله قوله :
3825 - ... ... ... ... وأيقظ من كان منكم نياما
وأما مع عدم الواو فيحتمل أن يكون جمعا أيضا ، وإنما حذفت الواو خطا كما حذفت لفظا . وكثيرا ما يفعلون هذا : يسقطون في الخط ما يسقط في اللفظ . ومنه " يقض الحق " في قراءة من قرأ بالضاد المعجمة ، ورسم بغير ياء ، وكذلك واخشون ، اليوم . ويحتمل أن يكون مفردا ، وحقه على هذا كسر اللام فقط لأنه عين منقوص ، وعين المنقوص مكسورة أبدا وحذفت اللام وهي الياء لالتقاء الساكنين نحو : هذا قاض البلد .
وقد ذكروا فيه توجيهين ، أحدهما : أنه مقلوب ; إذا الأصل : صالي ثم صايل : قدموا اللام إلى موضع العين ، فوقع الإعراب على العين ، ثم حذفت لام الكلمة بعد القلب فصار اللفظ كما ترى ، ووزنه على هذا فاع فيقال على هذا : جاء صال ، ورأيت صالا ، ومررت بصال ، فيصير في اللفظ كقولك : هذا [ ص: 338 ] باب ورأيت بابا ، ومررت بباب . ونظيره في مجرد القلب : شاك ولاث في شائك ولائث ، ولكن شائك ولائث قبل القلب صحيحان ، فصارا به معتلين منقوصين بخلاف " صال " فإنه قبل القلب معتل منقوص فصار به صحيحا . والثاني : أن اللام حذفت استثقالا من غير قلب . وهذا عندي أسهل مما قبله وقد رأيناهم يتناسون اللام المحذوفة ، ويجعلون الإعراب على العين . وقد قرئ " وله الجوار " برفع الراء ، وجنى الجنتين دان برفع النون تشبيها بـ جناح وجان . وقالوا : ما باليت به بالة والأصل بالية كعافية . وقد تقدم طرف من هذا عند قوله تعالى : ومن فوقهم غواش فيمن قرأه برفع الشين .