وقوله: "سلف" سلف بمعنى مضى وانقضى، ومنه: سالف الدهر، وله سلف صالح: آباء متقدمون. ومنه "فجعلناهم سلفا" أي: أمة متقدمة يعتبر بهم من بعدهم. ويجمع السلف على: أسلاف وسلوف. والسالفة والسلاف: المتقدمون في حرب أو سفر. والسالفة من الوجه لتقدمها. قال:
1103 - ومية أحسن الثقلين جيدا وسالفة وأحسنه قذالا
وسلافة الخمر قيل لها ذلك لتقدمها على العصر. والسلفة ما يقدم من الطعام للضيف. يقال: "سلفوا ضيفكم ولهنوه" أي: بادروه بشيء ما. ومنه: السلف في الدين لأنه تقدمه مال.وقوله: "عاد" أي: رجع، يقال: عاد يعود عودا ومعادا، وعن بعضهم أنها تكون بمعنى صار، وعليه:
[ ص: 636 ]
1104 - وبالمحض حتى عاد جعدا عنطنطا إذا قام ساوى غارب الفحل غاربه
1105 - تعد لكم جزر الجزور رماحنا ويرجعن بالأسياف منكسرات
1106 - يزداد حتى إذا ما تم أعقبه كر الجديدين نقصا ثم ينمحق
1107 - وأمصلت مالي كله بحياته وما سست من شيء فربك ماحقه
وقد اشتملت هذه الآية على نوعين من البديع، أحدهما: الطباق في قوله: "يمحق ويربي" فإنهما ضدان، نحو: "أضحك وأبكى"، والثاني: تجنيس التغاير في قوله: "الربا ويربي" إذ أحدهما اسم والآخر فعل.