[ ص: 460 ] قوله: "أزواجهن" مجاز لأنه إن أريد المطلقون فتسميتهم بذلك اعتبارا بما كانوا عليه، وإن أريد بهم غيرهم ممن يردن تزويجهم فباعتبار ما يؤولون إليه. والفاء [في] فلا تعضلوهن جواب "إذا".
والعضل قيل: المنع، ومنه: "عضل أمته" منعها من التزوج يعضلها بكسر العين وضمها، قال ابن هرمز:
984 - وإن قصائدي لك فاصطنعني كرائم قد عضلن عن النكاح
وقال: 985 - ونحن عضلنا بالرماح نساءنا وما فيكم عن حرمة الله عاضل
986 - ترى الأرض منا بالفضاء مريضة معضلة منا بجيش عرمرم
987 - شفاها من الداء العضال الذي بها غلام إذا هز القناة شفاها
988 - إذا المعضلات تصدينني كشفت حقائقها بالنظر
قوله: "إذا تراضوا" في ناصب هذا الظرف وجهان، أحدهما: "ينكحن" أي: أن ينكحن وقت التراضي. والثاني: أن يكون "تعضلوهن" أي: لا تعضلوهن وقت التراضي، والأول أظهر. و "إذا" هنا متمحضة للظرفية. والضمير في "تراضوا" يجوز أن يعود إلى الأولياء وللأزواج، وأن يعود على الأزواج والزوجات، ويكون من تغليب المذكر على المؤنث.
قوله: "بينهم" ظرف مكان مجازي، وناصبه "تراضوا".
قوله: "بالمعروف" فيه أربعة أوجه، أحدهما: أنه متعلق بتراضوا، أي: تراضوا بما يحسن من الدين والمروءة، والثاني: أن يتعلق بـ "ينكحن" فيكون "ينكحن" ناصبا للظرف، وهو "إذا"; ولهذا الجار أيضا: والثالث: أن يتعلق بمحذوف على أنه حال من فاعل تراضوا. والرابع: أنه نعت مصدر محذوف، دل عليه الفعل أي: تراضيا كائنا بالمعروف.
قوله: "ذلك" مبتدأ. و "يوعظ" وما بعده خبره. والمخاطب: إما الرسول عليه السلام أو كل سامع، ولذلك جيء بالكاف الدالة على الواحد، وإما الجماعة وهو الظاهر، فيكون ذلك بمعنى "ذلكم" ولذلك قال بعده: "منكم".
و "من كان" في محل رفع لقيامه مقام الفاعل. وفي "كان" اسمها يعود [ ص: 462 ] على "من"، و "يؤمن" في محل نصب خبرا لها، و "منكم": إما متعلق بكان عند من يرى أنها تعمل في الظرف وشبهه، وإما بمحذوف على أنه حال من فاعل يؤمن. وأتى باسم إشارة البعيد تعظيما للمشار إليه، لأن المشار إليه قريب، وهو الحكم المذكور في العضل. وألف "أزكى" عن واو.
وقوله: "لكم" متعلق بمحذوف لأنه صفة لـ "أزكى" فهو في محل رفع. وقوله: "وأطهر" أي: لكم، والمفضل عليه محذوف للعلم أي: من العضل.