آ. (42) قوله تعالى: إذ قال لأبيه : يجوز أن يكون بدلا من "إبراهيم" بدل اشتمال كما تقدم في: إذ انتبذت وعلى هذا فقد فصل بين البدل والمبدل منه بقوله: إنه كان صديقا نبيا نحو: "رأيت زيدا ونعم الرجل أخاك". وقال : "ويجوز أن يتعلق "إذ" ب "كان" أو [ ص: 605 ] ب "صديقا نبيا"، أي: كان جامعا لخصائص الصديقين والأنبياء حين خاطب أباه تلك المخاطبات". ولذلك جوز الزمخشري أن يعمل فيه: أبو البقاء صديقا نبيا أو معناه.
قال الشيخ: "الإعراب الأول - يعني البدلية - يقتضي تصرف "إذ" وهي لا تتصرف، والثاني فيه إعمال "كان" في الظرف وفيه خلاف، والثالث لا يكون العامل مركبا من مجموع لفظين بل يكون العمل منسوبا للفظ واحد. ولا جائز أن يكون معمولا ل "صديقا" لأنه قد وصف، إلا عند الكوفيين. ويبعد أن يكون معمولا ل "نبيا" لأنه يقتضي أن التنبئة كانت في وقت هذه المقالة.
قلت: العامل فيه ما لخصه ونضده بحسن صناعته من مجموع اللفظين كما رأيت في قوله. أي: كان جامعا لخصائص الصديقين والأنبياء حين خاطب أباه. أبو القاسم