[ ص: 594 ]
3230 - فقلت وفي الأحشاء داء مخامر ألا حبذا يا عز ذاك التشاير
قوله: من كان في المهد صبيا في "كان" هذه أقوال. أحدها: أنها زائدة وهو قول أي: كيف نكلم من في المهد. و "صبيا" على هذا نصب على الحال من الضمير المستتر في الجار والمجرور الواقع صلة. وقد رد أبي عبيد، هذا القول - أعني كونها زائدة - بأنها لو كانت زائدة لما نصبت الخبر، وهذه قد نصبت "صبيا". وهذا الرد مردود بما ذكرته من نصبه على الحال لا الخبر. أبو بكرالثاني: أنها تامة بمعنى حدث ووجد. والتقدير: كيف نكلم من وجد صبيا، و "صبيا" حال من الضمير في "كان".
الثالث: أنها بمعنى صار، أي: كيف نكلم من صار في المهد صبيا، و "صبيا" على هذا خبرها، فهو كقوله:
3237 - ... ... ... ... قطا الحزن قد كانت فراخا بيوضها
وأما "من" فالظاهر أنها موصولة بمعنى الذي. ويضعف جعلها نكرة موصوفة، أي: كيف نكلم شخصا أو مولودا. وجوز الفراء فيها أن تكون شرطية. و "كان" بمعنى "يكن"، وجواب الشرط: إما متقدم وهو والزجاج "كيف نكلم"، أو محذوف لدلالة هذا عليه، أي: من يكن في المهد صبيا فكيف نكلمه؟ فهي على هذا مرفوعة المحل بالابتداء، وعلى ما قبله منصوبته ب "نكلم". وإذا قيل بأن "كان" زائدة. هل تتحمل ضميرا أم لا؟ فيه خلاف، ومن جوز استدل بقوله:
3238 - فكيف إذا مررت بدار قوم وجيران لنا كانوا كرام
يدغم الدال في الصاد. والأكثرون على أنه إخفاء. وأبو عمرو