آ. (96) قوله: آتوني : قرأ "ايتوني" بهمزة وصل من أتى يأتي في الموضعين من هذه السورة بخلاف عنه في الثاني. وافقه أبو بكر: على الثاني من غير خلاف عنه. والباقون بهمزة القطع فيهما. حمزة
[ ص: 548 ] ف "زبر" على قراءة همزة الوصل منصوبة على إسقاط الخافض، أي: جيئوني بزبر الحديد. وفي قراءة قطعها على المفعول الثاني لأنه يتعدى بالهمزة إلى اثنين. وعلى قراءة أبي بكر يحتاج إلى كسر التنوين من "ردما" لالتقاء الساكنين; لأن همزة الوصل تسقط درجا فيقرأ له بكسر التنوين، وبعده همزة ساكنة هي فاء الكلمة. وإذا ابتدأت بكلمتي "ائتوني" في قراءته وقراءة تبدأ بهمزة مكسورة للوصل ثم ياء صريحة، هي بدل من همزة فاء الكلمة، وفي الدرج تسقط همزة الوصل، فتعود الهمزة لزوال موجب إبدالها. حمزة
والباقون يبتدئون ويصلون بهمزة مفتوحة لأنها همزة قطع، ويتركون تنوين: "ردما" على حاله من السكون، وهذا كله ظاهر لأهل النحو، خفي على القراء.
والزبر جمع زبرة كغرفة وغرف. وقرأ بضم الباء. الحسن
قوله: "ساوى" هذه قراءة الجمهور، "سوى" بالتضعيف. وقتادة في رواية "سوي" مبنيا للمفعول. وعاصم
[ ص: 549 ] قوله: "الصدفين" قرأ بضم الصاد وسكون الدال. أبو بكر وابن كثير وأبو عمرو بضمهما، والباقون بفتحهما. وهذه لغات قرئ بها في السبع. وابن عامر وأبو جعفر وشيبة وحميد بالفتح والإسكان، والماجشون بالفتح والضم، في رواية بالعكس. وعاصم
والصدفان: ناحيتا الجبلين. وقيل: أن يتقابل جبلان وبينهما طريق، فالناحيتان صدفان لتقابلهما وتصادفهما، من صادفت الرجل، أي: لاقيته وقابلته. وقال "الصدف: كل بناء مرتفع وليس بمعروف، والفتح لغة أبو عبيد: تميم، والضم لغة حمير".
قوله: "قطرا" هو المتنازع فيه. وهذه الآية أشهر أمثلة النحاة في باب التنازع، وهي من إعمال الثاني للحذف من الأول. والقطر: النحاس أو الرصاص المذاب.