آ. (123) قوله تعالى: ثم أوحينا : قال : في "ثم" هذه ما فيها من تعظيم منزلته وإجلال محله، والإيذان بأن أشرف ما أوتي الزمخشري خليل الرحمن من الكرامة وأجل ما أولي من النعمة اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل أنها دلت على تباعد هذا النعت في الرتبة من بين سائر النعوت التي أثنى الله عليه بها.
قوله: "إن أتبع" يجوز أن تكون المفسرة، وأن تكون المصدرية فتكون مع منصوبها مفعول الإيحاء. [ ص: 302 ] قوله: "حنيفا" حال، وتقدم تحقيقه في البقرة. وقال "قال ابن عطية: ولا يكون -يعني حنيفا- حالا من مكي: "إبراهيم" لأنه مضاف إليه، وليس كما قال; لأن الحال قد تعمل فيها حروف الجر إذا عملت في ذي الحال كقولك: "مررت بزيد قائما". قلت: ما ذكره مكي من امتناع الحال من المضاف إليه فليس على إطلاقه لما تقدم تفصيله في البقرة. وأما قول إن العامل الخافض فليس كذلك، إنما العامل ما تعلق به الخافض، ولذلك إذا حذف الخافض، نصب مخفوضه. ابن عطية: