ونقل أن اسم المصدر لا يعمل عند البصريين إلا في شعر. قلت: وقد اختلفت النقلة عند البصريين: فمنهم من نقل المنع، ومنهم من [ ص: 267 ] نقل الجواز. وقد ذكر مكي انتصابه ب "رزقا" كما تقدم. ورد عليه الفارسي ابن الطراوة بأن الرزق اسم المرزوق كالرعي والطحن. ورد على ابن الطراوة: بأن الرزق بالكسر أيضا مصدر، وقد سمع فيه ذلك. قلت: فظاهر هذا أنه مصدر بنفسه لا اسم مصدر.
وقوله: من السماوات فيه ثلاثة أوجه: أحدها: أنه متعلق ب "يملك"، وذلك على الإعرابين الأولين في نصب "شيئا". الثاني: أنه متعلق بمحذوف على أنه صفة ل "رزقا". الثالث: أن يتعلق بنفس "رزقا" إن جعلناه مصدرا. وقال -بعد أن ذكر إعمال المصدر منونا- والمصدر يعمل مضافا باتفاق; لأنه في تقدير الانفصال، ولا يعمل إذ دخله الألف واللام; لأنه قد توغل في حال الأسماء، وبعد عن الفعلية، وتقدير الانفصال في الإضافة حسن عمله، وقد جاء عاملا مع الألف واللام في قول الشاعر: ابن عطية:
3005 - ضعيف النكاية أعداءه ... ... ... ...
وقوله: 3006 - ... ... ... ... فلم أنكل عن الضرب مسمعا
قلت: فغاية ما في هذا أنه نحا إلى أقوال قال بها غيره. وأما المناقضة فليست صحيحة; لأنه عنى أولا أنه لا يعمل في السعة، وثانيا أنه قد جاء عاملا في الضرورة، ولذلك قيده فقال: "في قول الشاعر".
قوله: ولا يستطيعون يجوز في الجملة وجهان: العطف على صلة "ما"، والإخبار عنهم بنفي الاستطاعة على سبيل الاستئناف، ويكون قد جمع الضمير العائد على "ما" باعتبار معناها; إذ المراد بذلك آلهتهم، ويجوز أن يكون الضمير عائدا على العابدين.