2971 - نبئتهم عذبوا بالنار جارتهم ولا يعذب إلا الله بالنار
قال الشيخ: وما أجازه الحوفي لا يجيزه البصريون، [ ص: 223 ] إذ لا يجيزون أن يقع بعد "إلا" إلا مستثنى أو مستثنى منه أو تابع لذلك، وما ظن بخلافه قدر له عامل. وأجاز والزمخشري أن يليها معمول ما قبلها مرفوعا ومنصوبا ومخفوضا، نحو: ما ضرب إلا عمرا زيد، وما ضرب إلا زيد عمرا وما مر إلا زيد بعمرو، ووافقه الكسائي في المرفوع، ابن الأنباري في الظرف وعديله، فما لاقاه يتمشى على قول والأخفش الكسائي والأخفش.الثالث: أنه يتعلق بأرسلنا أيضا، إلا أنه على نية التقديم قبل أداة الاستثناء تقديره: وما أرسلنا من قبلك بالبينات والزبر إلا رجالا، حتى لا يكون ما بعد "إلا" معمولين متأخرين لفظا ورتبة داخلين تحت الحصر لما قبل "إلا"، حكاه ابن عطية.
الرابع: أنه متعلق ب "نوحي" كما تقول: "أوحي إليه بحق"، ذكره الزمخشري الخامس: أن الباء مزيدة في "بالبينات" وعلى هذا فيكون "بالبينات" هو القائم مقام الفاعل لأنها هي الموحاة. السادس: أن الجار متعلق بمحذوف على أنه حال من القائم مقام الفاعل، وهو "إليهم" [ ص: 224 ] ذكرهما وأبو البقاء. وهما ضعيفان جدا معنى وصناعة. أبو البقاء،
السابع: أن يتعلق ب "لا تعلمون" على أن الشرط في معنى التبكيت والإلزام، كقول الأجير: "إن كنت عملت لك فأعطني حقي". قال : وقوله: "فاسألوا أهل" اعتراض على الوجوه المتقدمة، ويعني بقوله: "فاسألوا" الجزاء وشرطه، وأما على الوجه الأخير فعدم الاعتراض واضح. الزمخشري
الثامن: أنه متعلق بمحذوف جوابا لسؤال مقدر، كأنه قيل: بم أرسلوا؟ فقيل: أرسلوا بالبينات والزبر. كذا قدره ، وهو أحسن من تقدير الزمخشري "بعثوا"، لموافقته للدال عليه لفظا ومعنى. أبي البقاء: