آ. (20) قوله تعالى: ومن لستم : يجوز في "من" خمسة أوجه، أحدها: وهو قول أنه منصوب بفعل مقدر تقديره: وأعشنا من لستم لهم برازقين، كالعبيد والدواب والوحوش. الثاني: أنه منصوب عطفا على الزجاج "معايش"، أي: وجعلنا لكم فيها من لستم له برازقين من الدواب المنتفع بها. الثالث: أنه منصوب عطفا على محل "لكم". الرابع: أنه مجرور عطفا على "كم" المجرور باللام، وجاز ذلك من غير إعادة الجار على رأي الكوفيين وبعض البصريين، وقد تقدم تحقيقه في سورة البقرة، عند قوله: وكفر به والمسجد . الخامس: أنه مرفوع بالابتداء، وخبره محذوف. أي: ومن لستم له برازقين جعلنا له فيها معايش، وسمع من العرب: "ضربت زيدا وعمرو" برفع "عمرو" مبتدأ، محذوف الخبر، أي: وعمرو ضربته.
و "من" يجوز أن يراد بها العقلاء، أي: ومن لستم له برازقين من مواليكم الذين تزعمون أنكم ترزقونهم، وأن يراد بها غيرهم، أي: ومن لستم له برازقين من الدواب، وإن كنتم تزعمون أنكم ترزقونهم، وإليه ذهب جماعة من المفسرين. ويجوز أن يراد بها النوعان، وهو حسن لفظا ومعنى.