قوله : ما نبغي في " ما " هذه وجهان ، أظهرهما : أنها استفهامية فهي مفعول مقدم واجب التقديم ؛ لأن لها صدر الكلام ، أي : أي شيء نبغي . والثاني : أن تكون نافية ولها معنيان ، أحدهما : ما بقي لنا ما نطلب ، قاله . والثاني : ما نبغي ، من البغي ، أي : ما افتريناه ولا كذبنا على هذا الملك في إكرامه وإحسانه . قال الزجاج : " ما نبغي في القول وما نتزيد فيما وصفنا لك من إحسان الملك " . الزمخشري
[ ص: 520 ] وأثبت القراء هذه الياء في " نبغي " وصلا ووقفا ولم يجعلوها من الزوائد بخلاف التي في الكهف كما سيأتي : قال ذلك ما كنا نبغ . والفرق أن " ما " هناك موصولة فحذف عائدها ، والحذف يؤنس بالحذف ، وهذه عبارة مستفيضة عند أهل هذه الصناعة يقولون : التغيير يؤنس بالتغيير بخلافها هنا فإنها : إما استفهامية ، وإما نافية ، ولا حذف على القولين حتى يؤنس بالحذف .
وقرأ عبد الله وأبو حيوة وروتها عن النبي صلى الله عليه وسلم " ما تبغي " بالخطاب . و " ما " تحتمل الوجهين أيضا في هذه القراءة . عائشة
والجملة من قوله : هذه بضاعتنا تحتمل أن تكون مفسرة لقولهم " ما نبغي " ، وأن تكون مستأنفة .
قوله : ونمير معطوف على الجملة الاسمية قبلها ، وإذا كانت " ما " نافية جاز أن تعطف على " نبغي " ، فيكون عطف جملة فعلية على مثلها . وقرأت عائشة وأبو عبد الرحمن : " ونمير " من " أماره " إذا جعل له الميرة يقال : ماره يميره ، وأماره يميره . والميرة : جلب الخير قال :
2805 - بعثتك مائرا فمكثت حولا متى يأتي غياثك من تغيث
والبعير لغة يقع على الذكر خاصة ، وأطلقه بعضهم على الناقة أيضا ، وجعله نظير " إنسان " ، ويجوز كسر بائه إتباعا لعينه ، ويجمع في القلة على أبعرة ، وفي الكثرة على بعران .