والجمهور على ضم فاء " يوسف " لكونه مفردا معرفة . وقرأ بفتحها . وقيل : لم تثبت هذه القراءة عنه ، وعلى تقدير ثبوتها فقال الأعمش فيها وجهين ، أحدهما : أن يكون أخرجه على أصل المنادى كما جاء في الشعر : أبو البقاء
2767 - ... ... ... ...
[ ص: 474 ] يا عديا لقد وقتك الأواقي
يريد بأصل المنادى أنه مفعول به فحقه النصب كالبيت الذي أنشده ، واتفق أن يوسف لا ينصرف ففتحته فتحة إعراب . والثاني - وجعله الأشبه - : أن يكون وقف على الكلمة ثم وصل وأجرى الوصل مجرى الوقف ، فألقى حركة الهمزة على الفاء وحذفها فصار اللفظ بها " يوسف اعرض " وهذا كما حكي " الله أكبر اشهد إلا " بالوصل والفتح . قلت : يعني بالفتح في الجلالة ، وفي أكبر ، وفي اشهد ، وذلك أنه قدر الوقف على كل كلمة من هذه الكلم ، وألقى حركة الهمزة من كل من الكلم الثلاث على الساكن قبله ، وأجرى الوصل مجرى الوقف في ذلك ، والذي حكوه الناس إنما هو في " أكبر " خاصة لأنها مظنة الوقف ، وقد تقدم ذلك في أول آل عمران .
وقرئ " يوسف أعرض " بضم الفاء و " أعرض " فعلا ماضيا ، وتخريجها أن يكون " يوسف " مبتدأ ، و " أعرض " جملة من فعل وفاعل خبره . قال : " وفيه ضعف لقوله أبو البقاء " واستغفري " ، وكان الأشبه أن يكون بالفاء : فاستغفري " .