2754 - ... ... ... ... فلن يذهبوا فرغا بقتل حبال
وقول الآخر : 2755 - لئن كان برد الماء هيمان صاديا إلي حبيبا إنها لحبيب
2756 - غافلا تعرض المنية للمر ء فيدعى ولات حين إباء
وقال : " فإن قلت " على قميصه " ما محله ؟ قلت : محله النصب على الظرف ، كأنه قيل : وجاءوا فوق قميصه بدم ، كما تقول : جاء على جماله بأحمال " . قال الشيخ : " ولا يساعد المعنى على نصب " على " [ ص: 457 ] على الظرف بمعنى فوق ، لأن العامل فيه إذ ذاك " جاءوا " ، وليس الفوق ظرفا لهم ، بل يستحيل أن يكون ظرفا لهم " . وهذا الرد هو الذي رددت به على الزمخشري قوله إن " على " متعلقة ب " جاءوا " . ثم قال الشيخ : " وأما المثال الذي ذكره الحوفي وهو " جاء على جماله بأحمال " فيمكن أن يكون ظرفا للجائي لأنه تمكن الظرف فيه باعتبار تبدله من جمل إلى جمل ، وتكون " بأحمال " في موضع الحال ، أي : مضموما بأحمال " . الزمخشري
وقرأ العامة : " كذب " بالذال المعجمة ، وهو من الوصف بالمصادر فيمكن أن يكون على سبيل المبالغة نحو : رجل عدل أو على حذف مضاف ، أي : ذي كذب ، نسب فعل فاعله إليه . وقرأ " كذبا " فاحتمل أن يكون مفعولا من أجله واحتمل أن يكون مصدرا في موضع الحال ، وهو قليل أعني مجيء الحال من النكرة . زيد بن علي
وقرأت عائشة : " كدب " بالدال المهملة . وقال صاحب اللوامح : " معناه : ذي كدب ، أي : أثر ؛ لأن الكدب هو بياض يخرج في أظافير الشباب ويؤثر فيها ، فهو كالنقش ، ويسمى ذلك البياض " الفوف " فيكون هذا استعارة لتأثيره في القميص كتأثير ذلك في الأظافير " . وقيل : هو الدم الكدر . وقيل : الطري . وقيل : اليابس . والحسن
قوله : بل سولت قبل هذه الجملة جملة محذوفة تقديره : لم يأكله الذئب ، بل سولت .
وسولت ، أي : زينت وسهلت .
قوله : فصبر جميل يجوز أن يكون مبتدأ وخبره محذوف ، أي : صبر [ ص: 458 ] جميل أمثل بي . ويجوز أن يكون خبرا محذوف المبتدأ ، أي : أمري صبر جميل . وهل يجب حذف مبتدأ هذا الخبر أو خبر هذا المبتدأ ؟ وضابطه أن يكون مصدرا في الأصل بدلا من اللفظ بفعله ، وعبارة بعضهم تقتضي الوجوب ، وعبارة آخرين الجواز . ومن التصريح بخبر هذا النوع . ولكنه في ضرورة شعر قوله :
2757 - فقالت على اسم الله أمرك طاعة وإن كنت قد كلفت ما لم أعود
2758 - يشكو إلي جملي طول السرى صبر جميل فكلانا مبتلى
وقرأ أبي : " فصبرا جميلا " [نصبا ، ورويت عن وعيسى بن عمر ، وكذلك هي في] مصحف الكسائي ، وتخريجها على المصدر الخبري ، أي : أصبر أنا صبرا ، وهذه قراءة ضعيفة إن خرجت هذا التخريج ، فإن أنس بن مالك لا ينقاس ذلك عنده إلا في الطلب ، فالأولى أن يجعل التقدير : إن سيبويه يعقوب رجع وأمر نفسه فكأنه قال : اصبري يا نفس صبرا . وروي البيت أيضا بالرفع والنصب على ما تقدم ، والأمر فيه ظاهر .