آ . (6) قوله تعالى : وكذلك يجتبيك ربك : الكاف في موضع نصب أو رفع ، فالنصب : إما على الحال من ضمير المصدر المقدر ، وقد تقدم أنه رأي ، وإما على النعت لمصدر محذوف والمعنى : مثل ذلك الاجتباء العظيم يجتبيك . والرفع على خبر ابتداء مضمر أي : الأمر كذلك . وقد تقدم له نظائر . سيبويه
قوله : ويعلمك مستأنف ليس داخلا في حيز التشبيه ، والتقدير : وهو يعلمك . والأحاديث : جمع تكسير ، فقيل : لواحد ملفوظ به وهو " حديث " ولكنه شذ جمعه على أحاديث ، وله أخوات في الشذوذ كأباطيل وأقاطيع وأعاريض في باطل وقطيع وعروض . وزعم أبو زيد أن لها واحدا مقدرا وهو أحدوثة ونحوه ، وليس باسم جمع ؛ لأن هذه الصيغة مختصة بالتكسير ، [ ص: 441 ] وإذا كانوا قد التزموا ذلك فيما لم يصرح له بمفرد من لفظه نحو : عباديد وشماطيط وأبابيل ففي " أحاديث " أولى ، ولهذا رد على قوله : " وهي اسم جمع للحديث وليس بجمع أحدوثة " بما ذكرته ، ولكن قوله " ليس بجمع أحدوثة " صحيح ؛ لأن مذهب الجمهور خلافه ، على أن كلامه قد يريد به غير ظاهره من قوله اسم جمع . الزمخشري
وقوله : عليك يجوز أن يتعلق بـ " يتم " ، وأن يتعلق بـ " نعمته " . وكرر " على " في قوله : " وعلى آل " ليمكن العطف على الضمير المجرور . هذا مذهب البصريين ، وتقدم بيانه . وقوله : " من قبل " أي من قبلك .
قوله : إبراهيم وإسحاق يجوز أن يكون بدلا من " أبويك " أو عطف بيان ، أو على إضمار أعني .