آ. (146) قوله تعالى: الذين آتيناهم : فيه ستة أوجه أظهرها: أنه مرفوع بالابتداء، والخبر وقوله "يعرفونه". الثاني: أنه خبر مبتدأ محذوف أي: هم الذين آتيناهم. الثالث: النصب بإضمار أعني. الرابع: الجر على البدل من "الظالمين". الخامس: على الصفة للظالمين. السادس: النصب على البدل من "الذين أوتوا الكتاب" في الآية قبلها.
[ ص: 169 ] قوله: "يعرفونه" فيه وجهان، أحدهما: أنه خبر للذين آتيناهم كما تقدم في أحد الأوجه المذكورة في "الذين آتيناهم". الثاني: أنه نصب على الحال على باقية الأقوال المذكورة، وفي صاحب الحال وجهان، أحدهما: المفعول الأول لآتيناهم، والثاني: المفعول الثاني وهو الكتاب، لأن في "يعرفونه" ضميرين يعودان عليهما. والضمير في "يعرفونه" فيه أقوال، أحدهما: أنه يعود على الحق الذي هو التحول. الثاني: على القرآن. الثالث: على العلم، الرابع: على البيت الحرام، الخامس: على النبي صلى الله عليه وسلم وبه بدأ واختاره الزمخشري، وغيره، قالوا: وأضمر وإن لم يسبق له ذكر لدلالة الكلام عليه وعدم اللبس، ومثل هذا الإضمار فيه تفخيم له كأنه لشهرته وكونه علما معلوما مستغنى عن ذكره بلفظه. قال الشيخ: "بل هذا من باب الالتفات من الخطاب في قوله:"فول وجهك" إلى الغيبة". الزجاج
قوله: "كما يعرفون" الكاف في محل نصب: إما على كونها نعتا لمصدر محذوف أي: معرفة كائنة مثل معرفتهم أبناءهم أو في موضع نصب على الحال من ضمير ذلك المصدر المعرفة المحذوف، التقدير: يعرفونه المعرفة مماثلة لعرفانهم، وهذا مذهب وتقدم تحقيق هذا. و "ما" مصدرية لأنه ينسبك منها ومما بعدها مصدر كما تقدم تحقيقه. سيبويه،
قوله: "وهم يعلمون" جملة اسمية في محل نصب على الحال من فاعل يكتمون، والأقرب فيها أن تكون حالا لأن لفظ "يكتمون الحق" يدل على علمه إذ الكتم إخفاء ما يعلم، وقيل: متعلق العلم هو ما على [ ص: 170 ] الكاتم من العقاب، أي: وهم يعلمون العقاب المرتب على كاتم الحق، فتكون إذ ذاك حالا مبينة.