قوله: "ولا تسأل" قرأ الجمهور: "تسأل" مبنيا للمفعول مع رفع الفعل على النفي. وقرئ شاذا: "تسأل" مبنيا للفاعل مرفوعا أيضا، وفي هذه [ ص: 93 ] الجملة وجهان: أحدهما: أنه حال فيكون معطوفا على الحال قبلها، كأنه قيل: بشيرا أو نذيرا وغير مسؤول. والثاني: أن تكون مستأنفة. وقرأ "تسأل" على النهي وهذا مستأنف فقط، ولا يجوز أن تكون حالا لأن الطلب لا يقع حالا. والجحيم: شدة توقد النار، ومنه قيل لعين الأسد: "جحمة" لشدة توقدها، يقال: جحمت النار تجحم، ويقال لشدة الحر: "جاحم" ، قال: نافع:
704 - والحرب لا يبقى لجا حمها التخيل والمراح
والرضا: ضد الغضب، وهو من ذوات الواو لقولهم: الرضوان، والمصدر: رضا ورضاء بالقصر والمد ورضوانا ورضوانا بكسر الفاء وضمها، وقد يتضمن معنى "عطف" فيتعدى بـ "على"، قال:
705 - إذا رضيت علي بنو قشير . . . . . . . . . .
والملة في الأصل: الطريقة، يقال: طريق ممل: أي: أثر فيه المشي ويعبر بها عن الشريعة تشبيها بالطريقة، وقيل: بل اشتقت من "أمللت" لأن الشريعة فيها من يملي ويملى عليه.