قوله: "بل له ما في السماوات والأرض" "بل" إضراب وانتقال، و "له" خبر مقدم و "ما" مبتدأ مؤخر، وأتى هنا بـ"ما" لأنه إذا اختلط العاقل بغيره كان المتكلم مخيرا في "ما" و "من"، ولذلك لما اعتبر العقلاء غلبهم في قوله "قانتون" فجاء بصيغة السلامة المختصة بالعقلاء. قال "فإن قلت: كيف جاء بـ "ما" التي لغير أولي العلم مع قوله "قانتون"؟ قلت: هو كقوله: الزمخشري
[ ص: 84 ] "سبحان ما سخركن" وكأنه جاء بـ "ما" دون "من" تحقيرا لهم وتصغيرا لشأنهم، وهذا جنوح منه إلى أن "ما" قد تقع على أولي العلم، ولكن المشهور خلافه. وأما قوله "سبحان ما سخركن لنا" فسبحان غير مضاف، بل هو كقوله:
691 -. . . . . . . . . . سبحان من علقمة. . .
و "ما" مصدرية ظرفية.
قوله: "كل له قانتون" مبتدأ وخبر، و "كل" مضافة إلى محذوف تقديرا، أي: كل من في السموات والأرض. وقال "ويجوز أن يكون كل من جعلوه لله ولدا" قال الشيخ: "وهذا بعيد جدا لأن المجعول ولدا لم يجر له ذكر، ولأن الخبر يشترك فيه المجعول [ولدا] وغيره" قوله: "لم يجر له ذكر" بل قد جرى ذكره فلا بعد فيه. الزمخشري:
وجمع "قانتون" حملا على المعنى لما تقدم من أن "كلا" إذا قطعت عن الإضافة جاز فيها مراعاة اللفظ ومراعاة المعنى وهو الأكثر نحو: "كل في فلك يسبحون" "وكل أتوه داخرين". ومن مراعاة اللفظ: "قل كل يعمل على شاكلته" فكلا أخذنا بذنبه ، وحسن الجمع هنا لتواخي رؤوس الآي.
والقنوت: الطاعة والانقياد أو طول القيام أو الصمت أو الدعاء.