ولما ذكر القسمين، وكان كل منهما قسمين، ذكر أعلى أهل [ ص: 200 ] القسم الأول ترغيبا في أحسن حالهم ولم يقسم أهل المشأمة ترهيبا من سوء مآلهم فقال: والسابقون أي: إلى أعمال الطاعة أصحاب الجنتين الأوليين في الرحمن وهم أصحاب القلب السابقون أي: هم الذين يستحقون الوصف بالسبق لا غيرهم لأنه منزلة أعلى من منزلتهم فلذلك سبقوا إلى منزلتهم وهي جنتهم وهم قسمان كما يأتي عن الرازي، وعن المهدوي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: . "السابقون الذين إذا أعطوا الحق قبلوه وإذا سئلوه بذلوه وحكموا للناس كحكمهم لأنفسهم"