ولما أثبت بقوله : الحمد لله أنه المستحق لجميع المحامد لا لشيء غير ذاته الحائز لجميع الكمالات أشار إلى أنه يستحقه أيضا من حيث كونه ربا مالكا منعما فقال : رب وأشار بقوله : العالمين إلى ابتداء الخلق تنبيها على الاستدلالات بالمصنوع على الصانع وبالبداءة على الإعادة [ ص: 28 ] كما ابتدأ التوراة بذلك [ لذلك ] قال : و " الحمد " المدح الكامل الذي يحيط بجميع الأفعال والأوصاف ، على أن جميعها إنما هو من الله سبحانه وتعالى وأنه كله مدح لا يتطرق إليه ذم ، فإذا اضمحل ازدواج المدح بالذم وعلم سريان المدح في الكل استحق عند ذلك ظهور اسم الحمد مكملا معرفا بكلمة " أل " وهي كلمة دالة فيما اتصلت به على انتهائه وكماله . انتهى . الحرالي